2017-09-27 | 04:22 مقالات

علمتني أمريكا 1ـ3

مشاركة الخبر      

 

 

حين قررت هذا الصيف أن أسير على خطى المغفور له بإذن الله "غازي القصيبي"، مستوحياً رحلتي من كتابة "العودة إلى كاليفورنيا سائحاً"، قررت قبل ذلك أن أفتح عيني وأذني وعقلي للتعلم من ثقافة الدولة الأعظم في مجال الرياضة والإعلام والتسويق، وبعد العودة قررت كتابة ثلاثة مقالات عن هذه الموضوعات المهمة تحت عنوان "علمتني أمريكا".

 

سأبدأ بالرياضة التي تمثل أحد أهم القطاعات المؤثرة في الاقتصاد الأمريكي، حيث يقدر حجم السوق الرياضي في الولايات المتحدة أكثر من 75 مليار دولار في العام الواحد، تجعل ما يبهرنا من أرقام العقود الرياضية للنجوم وحقوق النقل التلفزيوني، يتضاءل أمام الأرقام الأمريكية، فيكفي أن نتذكر أن حقوق نقل أولمبياد بكين 2008 قد اشترته قناة NBC بأربعة مليارات دولار، رغم فارق التوقيت الذي يجعل المسابقات المهمة تبث صباحاً في أمريكا لبطولة لا تتجاوز مدتها شهرًا واحدًا، يتم بثها على قنوات مفتوحة وليست مشفّرة، ولعل أملي يتجدد بأن تنتهج القنوات مالكة الحقوق المنهج الأمريكي في تعويض قيمتها من الإعلانات بدل الاشتراكات مثلما "علمتني أمريكا".

 

ومن يعرف الرياضة الأمريكية يعلم أنها تتميز بنظام رياضي أمريكي فريد، يربط المدرسة بالجامعة بالأندية في سلسلة متواصلة يتدرج فيها النجم عبر مسابقات ومنافسات تتناسب مع عمره، كما تنفرد بنظام "Draft" الذي يعطي أولوية اختيار المواهب للأندية الأضعف لضمان استمرارية التنافس، فلا يسيطر نادٍ على البطولات لفترة طويلة كما "علمتني أمريكا".

 

كما يعجبني في الرياضة الأمريكية توزيع مواسم الألعاب على أشهر العام، بحيث لا تتداخل المسابقات بشكل يعطل تسويق بعضها على حساب بعض؛ ولذلك تستمر الإثارة والمتابعة طوال العام في مواسم متلاحقة، وهو أمر أتمناه في السعودية للألعاب المختلفة بحيث تقام المسابقات التي تلعب بالصالات المغلقة في أشهر الصيف، حين يتوقف موسم اللعبة الشعبية الأولى كرة القدم، فهكذا "علمتني أمريكا". 

 

تغريدة tweet:

 

وحتى لا يتوقع أحد أنني مفتون بكل ما هو أمريكي، أختم المقال الأول بالتوقف عند نظام روابط المحترفين لأغلب الرياضات الأمريكية، حيث تكون الرابطة بمثابة شركة ممثلة لكل الأندية تنظم الدوري وحقوقه التجارية بنظام الدائرة المغلقة على أندية ثابتة لا تهبط ولا تصعد، ورغم أنه النظام الأنجح من الناحية الاقتصادية، إلا أنه يتعارض مع المنافسات والمسابقات الرياضية في أغلب دول العالم؛ لأنه يلغي إثارة خطر الهبوط ويحمي أندية الرابطة من أي منافسة خارجية؛ ولذلك أتمنى التعلم فقط من جوانبه الإيجابية في الإعلام والتسويق وتلك موضوعات المقالين القادمين بإذن الله، وعلى منصات الثقافة الأمريكية نلتقي،،