2017-10-08 | 04:31 مقالات

وهل هناك نجم لم يصنعه الإعلام؟!

مشاركة الخبر      

المنتخب السعودي لم ينتظر طويلًا حتى يعود إلى اللعب في المونديال، لكن شيئًا ما أعطى هذا الانطباع؛ القليل منه إيجابي، وأكثره غير حقيقي، وبعضه كيدي.

 

كرة القدم في مقدمة الألعاب الرياضية التي يتمتع نجومها بعمر طويل في الذاكره؛ بفضل الجماهير التي تجتمع فيهم العاطفة والانتماء وخصومة الطرف الآخر، وانتقال ذلك إلى وسائل الإعلام، ثم إعادة تدويره إلى الناس هي خطوط ترسم بها صورة البطل، وتشكل  الحبل السري الذي يعيش عليه النجم إلى حين.

 

لا يوجد نجم كروي حصل على المجد؛ لأنه قدم ما يوازيه أو كان سببًا أوحد فيما تحقق له، ولا يوجد نجم لم يصنعه الإعلام، هذا مخالف للمنطق؛ إذ كيف يمكن له أن يصبح نجمًا دون إعلام يجعله على صدر صفحات الجرائد، وفي مقدمة البرامج، أو محور حواراتها، أو محل اختلافاتها، أو "ترند هاشتاج"، أو صاحب حساب مليوني على مواقع التواصل الاجتماعي، ومعلن لمنتجات وخدمات، أو ضيف على الأحداث والمناسبات.

 

المنتخب السعودي يشارك للمرة الخامسة في نهائيات كأس العالم،  منذ أن وصل إليها أول مرة عام 1994م، وسجل وصوله 2006م بعدما قدم أفضل مشاركة له في التصفيات  الآسيوية المؤهلة، بعد أن وصل إلى المونديال دون أي خسارة، وفي صدارة مجموعته، ثم لعب في المونديال ثلاث مباريات؛ خسر في اثنتين أمام أوكرانيا بنتيجة 4 دون مقابل، وأمام إسبانيا بهدف وحيد، وتعادل مع تونس "2 ـ 2".

 

النتيجة الوحيدة التي كانت غير متوقعة في تاريخ مباريات المنتخب في المشاركات الأربع، كانت بالفوز على بلجيكا بالهدف التاريخي للاعب سعيد العويران، غير ذلك كل ما تم تقديمه من مستوى جيد أو سيئ، كان طبيعيًّا قياسًا بقيمة ووزن من حصلنا منهم على النقاط، أو من خسرنا أمامهم بما في ذلك الثمانية الألمانية، لكن غير الحقيقي برز في التعليق على هذه النتيجة التي استثمرت في أغراض أخرى أدام صداها وزاد من تأثيرها.

 

النجم الذي يعتقد أن كل ما حصل عليه بعد تركه الكرة إنما هو نتاج ما أنجزه أو يوازي قيمته الكروية يضحك على نفسه، لكنه لن يضحك على الناس الذين يعلمون أنهم هم الذين مدوا في عمر نجوميته بمزاجهم ورغبتهم، وربما لعلاج أمور تخصهم، لكن دون شك هو يمارس جحودًا ونكرانًا لمن شجعوه وحموه وستروا عيوبه؛ لأن ما يقدمه أي نجم في الدنيا لا يوازي ما يحصل عليه قبل وبعد تركه الكرة.

 

نجوم الرياضة في العالم يفرضون أنفسهم بمواهبهم وصناعتهم للتاريخ، من خلال المنجز والسيرة الحسنة، لكن هذه الصورة ينقلها الإعلام وينفخ فيها غير مجبر، ما طاب له من وقت لتلقفها الجماهير، ثم ينقل المشهد إلى وجه آخر وهكذا؛ إذ إن رحيله لا يعني توقف الزمن ونهاية التأريخ.. للموهبة، وللنجم المنجز لناديه وبلاده أقول: "استمتع وناضل واصنع تاريخك، أما بقاؤك في الذاكرة الجمعية فهذا ليس من مسؤلياتك، ولا يمكنك أن تجعله كذلك حتى لو أردت أو اعتقدت".