كأس آسيا.. ليست قضية حياة أو موت
الهلال يفخر بنفسه وجماهيره وهذا يكفيه، هذا كان جواب أحد الهلاليين لفك اشتباك النقاش الذي لا ينتهي حول إذا ما كان واجباً على كل مشجعي الأندية أن يؤازروا من يمثل الكرة السعودية على مستوى الأندية في مشاركاتها الخارجية.
في تقديري أن ضرورة المؤازرة تعتمد على قيمة وأهمية تأثيرها سلباً أو إيجاباً، فالهلال مثلاً ليس في حاجة لأن يشجعه في مواجهاته الخارجية غير جماهيره، لكن إن قام أحد مشجعي الأندية الأخرى أياً كان موقعه بفعل مباشر ضده بقصد الضرر داخل الملعب أو خارجه فهنا يختلف الحال.
تشجيع الهلال أو أي نادٍ سعودي يلعب خارجياً بمعنى أن تتمنى له النجاح هذا في حد ذاته كافٍ وليس مطلوباً من أحد أكثر من ذلك إلا إن رغب مع استطاعة، أما فعل أو قول ما ينتج عنه ضرر مباشر أو غير مباشر فهذا عمل يتنافى مع قيم المواطنة والروح الرياضية والنفس السوية.
كل الأندية الناجحة التي لها سجل بطولي فارق عن بقية منافسيها وشعبية وحضور طاغيان تكون مكروهة إلا من أنصارها، وبعض هذا الكره مقبول لأنه في حدود يمكن فهمه، أما بعضه الآخر الذي يحاول تبريره أو تفسيره بأنه احتجاج على ما يلقاه هذا النادي من تمييز عن غيره من الأندية من جهات معنية باللعبة أو إعلامية وهذا أيضاً ما يقال في دول أوروبا عن أندية مثل مانشستر يونايتد أو ريال مدريد واليوفنتوس وغيرها في أماكن أخرى من العالم فهو قول لا يسمن ولا يغني.
أرى أن بعض الإعلاميين يجتهدون أكثر من اللازم في نقل معلومة أن الهلال يمثل الكرة السعودية في دوري أبطال آسيا وأن وصوله للنهائي في مواجهة أوراوا الياباني إنما يعكس تفوقه وإن التمني له بالحصول على البطولة لابد من أن يكون شعوراً جماعياً متفقاً عليه والسبب أن الهلال وكما قال مشجعه ليس في حاجة إلى غير أنصاره وقبل ذلك إلى نفسه إن حضرت بكامل عافيتها عزف لحنه الآسيوي الأثير وإن غابت بدأ في تجميع قوته لخوض جولة جديدة مع هذه البطولة الموسم المقبل، الأمر ليس كما يحاول أن يصوره البعض قضية حياة أو موت.
ببساطة الهلال الذي لم يغب عن الساحة الآسيوية منذ أن حقق أولى بطولاته في منافساتها 1992 وتواليها حتى آخر مرة 2002 بواقع ست بطولات متنوعة إنما يلعب في هذه البطولة التي تجمع أبطال القارة كل عام من ذلك الحين وحتى يومنا هذا تأكيداً لقيمته ومكانته وعراقته على مستوى القارة وكمرشح دائم للحصول على بطولتها ولمن يفهم كيف يمكن أن ينظر إلى مثل ذلك في كل البطولات المماثلة في العالم يفخر بناديه على الدوام.. هنيئاً للهلاليين بقاءهم في القمه والحفاظ عليها.