ممنوع التدخين
في معظم دول العالم المتقدم، تعتبر المباريات الرياضية فرصة مثالية للمتعة العائلية، حيث يجد الصغار قبل الكبار أجواء مناسبة لقضاء أجمل الأوقات، مستمتعين باللعبة التي يحبونها، وتأتي كرة القدم في مقدمة الألعاب الرياضية الجاذبة للجماهير من الجنسين وبمختلف الأعمار؛ لذلك يحرص القائمون على الرياضة في تلك الدول على توفير البيئة الصحية المناسبة للجماهير؛ لجذب أكبر عدد منهم للملاعب التي تزينها عبارة "ممنوع التدخين".
وربما يتذكر الكثيرون منا صدور قرار يمنع التدخين في الملاعب، لكنه بقي حبرًا على ورق، في ظل عدم وجود قانون صارم لتفعيل القرار، وأتذكر أنني اقترحت أن يتم تخصيص مدرجات للمدخنين أسوة بالمطارات، بحيث يجتمع فيها من ابتلي بهذه الآفة واستغنى عن صحته، ويتركون للمهتمين بصحتهم المحبين لأهلهم مدرجات نقية خالية من المدخنين، وتوقعت أن يجد الاقتراح تجاوب المسؤول بتخصيص مدرجات "ممنوع التدخين".
ولكن الأمر لم يتغير، بل أصبح الوضع أسوأ بتحول بعض المدرجات إلى مرتع لنشر آفة التدخين بين الصغار تحت أنظار الكبار، حيث إن غير المدخنين يعانون في البداية من استنشاق سموم الدخان أو ما يعرب بـ "Second Hand Smoking"، ثم تطور الخطر لنقل عادة التدخين السيئة للصغار، إما بإعطائهم السجائر أو بالإيحاء لهم أن "التدخين" جزء من مرحلة المراهقة، أو من علامات الرجولة، أو غيرها من الإيحاءات الوهمية التي تستخدم لنشر أكثر العادات ضررًا بصحة الإنسان على الإطلاق؛ ولذلك ننتظر قرار "ممنوع التدخين".
وأعترف لكم أنني اليوم لن أكتفي بمقترح تخصيص مدرجات نقيّة لغير المدخنين وأخرى للمبتلين بهذه الآفة، بل إنني سأستثمر قوّة السلطة الرياضية اليوم لأطالب بمنع التدخين نهائيًّا في جميع الملاعب والصالات الرياضية، أسوة بدول العالم المتقدم، ويقيني أن معالي المستشار "تركي آل الشيخ" رئيس مجلس إدارة الهية العامة للرياضة، قادر على اتخاذ القرار الذي طال انتظاره، فشباب الوطن يستحقون بيئة رياضية نقية، لن تتحقق إلا بقرار "ممنوع التدخين".
تغريدة tweet:
الحديث عن منع التدخين يقود إلى حديث أكثر تفصيلاً عن بيئة الملاعب، سأخصص له مقالات قادمة بإذن الله، ولكنني أبدأ بهذا المقال؛ لأن تنظيف بيئة الملاعب الحالية يعتبر الخطوة الأولى في بناء بيئة تستحق أن تكون خيارًا أساسيًّا للعائلة السعودية، وربما لا أبالغ حين أقول إن من أهم أسباب هجرة الجماهير للمدرجات، أن الآباء يخافون على أولادهم من أجواء الملعب الملوثة بالدخان، وسيفرح غالبية المجتمع الرياضي إذا أصبحت ملاعبنا خالية من التدخين، كأبسط أبجديات وأساسيات البيئة الرياضية النقيّة، وعلى منصات القرارات المنتظرة نلتقي.