البطولة ليست بيد أحد
لن أتجاوز الخطأ التحكيمي في الدقيقة (106) الذي حرم المنتخب السعودي من ضربة جزاء صحيحة أخطأ تقديرها الهولندي (أريك برام هار) كان يمكن لها أن تجعل الكأس سعودية، لكن هذا لا يقلل أيضاً من أحقية المنتخب العماني الذي حصد زرع سنين طويلة بمنتخب يعيش لاعبوه أقصى مراحل النضج الكروي بكل ما لهذه الكلمة من معنى.
كان لاعبونا ـ أمس ـ تحت ضغط رهيب لكنهم قاوموا وتحملوا بل وحاولوا في مرات متباعدة خطف نتيجة المباراة، تجسد ذلك بشكل صريح في تسديدة ياسر الرأسية التي برع الحبسي في إبعادها إلى ضربة زاوية في زمن قاتل من عمر المباراة.
حصول المدافع ماجد المرشدي على جائزة أحسن لاعب في الدورة يعيدنا إلى نقطة فنية هامة للغاية لم نسمع من يتحدث عنها، وهي عودة الهدوء والانضباطية لمنطقة قلب الدفاع مما مكن الفريق من صنع بداية لعب وكرة أولى سليمة هيأت لسيطرة أرضية واضحة على الكرة وامتلاك مساحة في العمق والأطراف، يتم تبادل الكرة فيها بيسر وجمالية عادت للفريق مع بروز الدور المفقود الذي أعاده المرشدي، حيث تحتاج هذه المساحة للاعب تطغى صفة اللاعب في خصائصه الفنية على المدافع.. وهي ميزة يحتاجها أي فريق.
ناصر الجوهر صنع فريقاً يمكن له أن يلعب عقداً من الزمن و(خليجي 19) الصعبة المراس خاضها بفريق يلعب أكثر من نصفه للمرة الأولى في مثل هذه المناسبة، وهي جرعة تحتاجها هذه المجموعة تضاف إلى خبراتهم في مشوار طويل للأخضر لا ينتهي بفوز أو خسارة بطولة.
لاعبو المنتخب سيحطون رحالهم مؤقتاً في أنديتهم وسينخرطون في أداء منافسات الموسم قبل أن يعودوا لتجمعهم مرة أخرى لاستكمال مشوار تصفيات كأس العالم، ولن يكون من المقبول من أحد كان أن يجعل خسارة المنتخب مبرراً للهجوم والإساءة للاعبين منطلقاً من منصات هجوم تصطبغ بألوان الأندية وبغرض تحقيق مكاسب في منافسات الموسم دون اعتبار لما ينتظر هؤلاء اللاعبين من مهام وطنية أخرى قريبة.
المنتخب العماني الأقوى خلال الدورات الثلاث الأخيرة لا يجاريه في النضج الكروي وتنوع السلاح الفني سوى المنتخب البحريني، وأرى أن الجيل الكروي البحريني الحالي سلم الراية خلال هذه الدورة وضاعت عليه فرصة الظفر بالكأس إلى أجل غير معلوم، وكان ذلك سيحدث للجيل الكروي العماني لو لم يحرز (خليجي 19) إلا أن المنتخب السعودي سيظل يتميز على كل المنتخبات الخليجية بقدرته على المنافسة في كل دورة بكل أجياله وكل أسمائه. أعتقد أن ما قدمه الأخضر بقيادة مدربه ناصر الجوهر كان منطقياً.. البطولة ليست بيد أحد لكن لابد أن تكون منافساً عنيداً ونداً قوياً ومقاتلاً شريفاً وهو ما تم، أما غير ذلك فليس أمره بيدك.
رئيس التحرير