تريدون التغيير.. فليكن
ليس من المطلوب من كل واحد منا أن يفسر كيف هزم المنتخب السعودي أمام كوريا الشمالية، ومن غير المعقول أيضا أن نأخذ الحلول المقترحة للإصلاح من الملايين في الوقت الذي لا نحتاج فيه إلى أكثر من حل واحد يتفق عليه الجميع حتى يمكن العمل به.
مرات تحتاج بعض المشاكل أن نتركها لتحل نفسها بنفسها خاصة عندما لا تكون هناك تفسيرات ممكنة للمشكلة أو قد تم تجريب العديد من الحلول دون فائدة وأحياناً أيضا تكمن المشكلة في تعريفها أو في خطأ التوصيف.. عدم النجاح في أمر ما لا يعني أن هناك مشكلة يمكن حلها!
.. هل كان ناصر الجوهر مخطئاً في الطريقة التي انتهجها؟
أم في العناصر التي اختارها لأداء هذه المباراة؟ أم في الخطة التي رسمها؟ أم لعدم تقديمه النصائح اللازمة خلال سير المباراة وبين شوطيها؟ أم أن اللاعبين لم يلتزموا بما طلب منهم؟!
أم كان هناك قصور في أداء بعضهم مما أثر على الأداء العام؟ أم كان لعدم قدرتهم على تحمل الضغط النفسي والعصبي الذي أفرزه واقع المباراة التنافسي والمؤثرات الخارجية من طقس وجماهير وأرضية ملعب؟ أسئلة يمكن لنا أن نزيد عليها الكثير وهي أسئلة مشروعة ويمكن أن نجد في إجابات بعض منها ما يتطابق مع ما ذهبنا إليه لكن أليس كل هذه الأسئلة وغيرها يمكن طرحها في كل مباراة بمعنى أليس ذلك هو في أساسه يدخل في مكونات كل فريق وفي تفاصيل تحليل أي مباراة أوليس ذلك يعني أن الخوض في التفاصيل التي يكمن فيها الشيطان كما يقولون ربما يعمق المشاكل أكثر من أن يوجد لها الحلول ما لم تكن هناك مشاكل حقيقية في أصل المكون، فالجميع يعرف أن الأسماء المختارة لتمثيل المنتخب هي أفضل الموجود والجميع يعلم أن كافة المنتخبات تتنافس للوصول لهدف واحد وأن لا فوارق فنية تذكر بين فرق المجموعة وأن كل اتحاد من اتحادات المنتخبات المتنافسة يعمل كل ما بوسعه لإنجاح مهمته وأن شعوب هذه الدول تقف وراء منتخباتها وتتطلع إلى الوصول إلى المونديال.. بقي موضوع الجهاز التدريبي بقيادة الوطني ناصر الجوهر هل يكمن فيه الخلل؟
أتمنى ذلك على اعتبار أن ذلك يمكن أن يكون أسهل الحلول فليس هناك جهاز تدريبي يبقى للأبد خلاف أنه من السهل عليك تغيير مدرب لكن من المستحيل أن تغير فريقاً من اللاعبين ناهيك لو تطلب الأمر إلى تغيير عقيلتهم الكروية وأشياء أخرى ليس لك ولا لهم فيها دور أو اختيار لكن من جانبي لا أتمنى ولا أرى أن تغيير ناصر الجوهر هو الحل السحري للخروج من مأزق التصفيات وأتمنى ألا يتم إرضاء الشارع الرياضي الذي ليس بالضرورة متفقاً على التغيير ألا يتم مصالحته وإرضاؤه بتغيير الجوهر أو غير ذلك من الخطوات الإستراتيجية ما لم تكن فعلا تمثل الحل والعلاج وليس الإرضاء المسكن.
الجميع يحب منتخب بلاده لكن ليس بالضرورة أنهم جميعاً يعرفون كيف يمكن أن يكون المنتخب الذي يحقق تطلعاتهم.
من جانبي أرى أن ما يحدث حالياً يبين للبعض أن ثمن التأهل للمونديال صعب ومكلف وليس كما يعتقدون خاصة ممن كانوا يحاولون التقليل من منجزات التأهل الماضية ورفع سقف مطالبتهم بما هو أبعد وبكثير.. لنا وقفة معهم وما الذي يعنونه بذلك.