مرحى للرياضة والرياضيين
في كل مرة تتكرر مثل هذه الانتصارات يزداد إيماني بأهمية الرياضة كحراك اجتماعي وإبداع إنساني وقناعتي بأن الرياضة والرياضيين في هذا الوطن هم الأكثر قدرة على عكس الصورة الحضارية للوطن ولما وصل إليه الإنسان السعودي، أقول ذلك بثقة على الرغم من محاولة التهميش والتقليل التي تحاول الأطياف الأخرى ممارستها تجاه الرياضة والرياضيين والأسوأ حين تكون من منتسبين للوسط الرياضي من إعلاميين أو منتسبين للأندية اقتاتوا على الرياضة واستثمروا تواجدهم وسطها في وصولهم إلى ما وصلوا إليه، أما غيرهم من أدعياء الثقافة ومن المتكلسين الذين لم يستوعبوا بعد ما قدمته الرياضة وما يقدمه الرياضي من فعل إبداعي وصورة حضارية مشرفة جعلته جنباً إلى جنب مع صفوة منتخبات العالم فسيظلون خارج حسابات الزمن الذي لم يسجل لهم أي نتاج يفخر به مجتمعهم ويسجل باسم وطنهم وسيظلون يؤدون دور المتفرج أو المقلد في أحسن حالاتهم.
ـ أمس ـ وكما كان المنتخب السبت الماضي أمام إيران اختلف السيناريو لكن النتيجة واحدة وهو الأهم فوز صعب يبرهن أيضاً مرة أخرى على أن ثمن التأهل للمونديال غالٍ جداً، وأيضا يبرهن على أن مؤشر الأداء في المنتخب من الطبيعي أن يرتفع وينخفض أياً كانت أسماء اللاعبين وأياً كان مدربه وأن القوة الحقيقية هي في أن تملك الترسانة الفنية التي تتكامل مع بعضها لا أن تفسد على بعضها.
هزازي الذي حسم المعركة في حرب التأهل وزملاؤه الذين قدم كل منهم جهده بقدر ما تهيأ له حققوا معادلة التكامل مع بدلاء على دكة الاحتياط وآخرين ينتظرون عودة دخولهم القائمة مع مشروعية إضافة أسماء جديدة وهي السياسة التي درج اتحاد الكرة على العمل بها.
فرصة التأهل بدأت تلوح في الأفق وإذا ما صارت فهي لمنتخب يستحق، وأمامنا أكثر من شهرين لاستئناف التصفيات بمباراتين أمام الكوريتين وقبلهما ستكون قد جرت مباريات يمكن لها كشف حسابات التصفيات بالقدر الذي يمكن من خلالها تحديد ما لنا وعلينا، هنا تتجلى مسألة ما قدم من أجل منافسة المنتخب على بطاقات التأهل وهنا فقط يمكن معرفة أن هناك من أخطأ في حساباته وآخر أهدى للمنتخب روشتة العافية حين تجمع عشر نقاط من ثماني عشرة نقطة والمتصدر بإحدى عشرة نقطة أيضا من ثماني عشرة نقطة ويقف منافسوك الأخر على واحدة وست وعشر، هنا نحتاج إلى إعادة بحث لفهم ما الذي كان يفعله البعض من النقاد والمحللين وكيف كانوا سيفسدون على المنتخب حقه المشروع في أن يتنافس يخسر ويتعادل ويفوز، يخسر معركة ويفوز بأخرى في حرب طويلة لا يعنيها من كان يقول بغرض كذا ثم يعود ليقول غير ذلك لتغير كذا وهكذا تحليل وطرح ونقد لا مسؤول ثم يريدون أن يقال لهم بيض الله وجوهكم.
النفس الكريه الذي يجعل المنتخب في خانة أندية معينة لن يتغير لكن الأهم أن المعني بالمنتخب يعرف ذلك جيداً وهو يخطط ويعمل ويقرر فيما يراه في مصلحة المنتخب دون اعتبار لهؤلاء وهي الكلمة السحرية التي تجعل المنتخب يتجاوز عقباته كلما اعتقد البعض أنه سيتوقف، ويقوم من عثراته كلما كبا، ولا أظن أننا نريد أكثر من ذلك.