صنف نفسك أنت ؟!
لسنا أكثر الدول التي تصرف المال على الرياضة كما يعتقد عايض القرني خلال حديثه لإضاءات الزميل تركي الدخيل ولو كانت على الشيخ القرني لهان الأمر إلا أن غيره وممن يحسبون على الوسط الرياضي يرددون مثل هذه المقولة كل ما ضاقت بهم سبل نقد الحال ليس بسبب التضييق عليهم كما يحاول أن يصور بعض النقاد من القريبين الموتورين أو البعيدين الذين يتنفسون الحرية في إنائنا فقط ولكن لأننا جميعاً نتناول الأمور بطريقة واحدة لا تتغير ولا نعتمد مطلقاً على المعلومة وزيادة المعرفة فيما نتحدث عنه، والغريب أن الذين يتحججون أحياناً بنقص المعلومة وهي فعلاً شحيحة يحصلون عليها حين يتعلق الأمر بالتزود بها لمحاربة ومناكفة الآخرين أو إيذائهم.
ليس في الرياضة فقط تجد مثل هؤلاء الذين يطلقون لأقلامهم أو ألسنتهم العنان دون ضوابط معرفة، ففي كل الأمور تجد (أبو العريف) الذي يحلو له أن يتواجد وجاهز لقول شيء أي شيء وقد يكون من النوع الذي يرى أنه لا يجب أن يفوت فرصة الظهور حين تكون الأضواء مسلطة والعيون والآذان مفتوحة، ففي مثل هذه الحالة المثالية يمكن له إذا تفرعن وتنطنط وتذاكى وتصنع ولبس ودلس أن يضرب عصافير الشجرة جميعها بحجر واحد ولا عزاء لأمانة الكلمة أو أصول المهنة أو سلامة الضمير.
قلنا مراراً إن المداورة في نقد الأشياء تفضي إلى لا شيء يمكن تحقيقه والمداورة هنا أن يكون رأيك مرتهنا لموقعك من الأمر لا إلى الموضوع نفسه، فالمهم يصبح غير مهم والشرعي يصبح غير شرعي وهكذا، فمثلاً هناك من يرى أن الكرة السعودية تراجعت بعد مونديال الـ94م لأنها لم تصل إلى الدور الثاني في الـ98م و2002م و2006م ويرى مثلاً أن الكرة العمانية تفوقت عليها حين حققت على حساب المنتخب السعودي كأس دورة الخليج وأن الكرة العراقية تجاوزتها بعد أن خطفت من الكرة السعودية لقب كأس أمم آسيا.
وهو هنا يتجاهل أهم مؤشرات استمرار التفوق (التأهل للمونديال المتواصل) فيما يتجاهل أن الكويت والإمارات والعراق توقفت ولا أود أن أقول فشلت في تكرار التأهل لكنه يرى أنها في حال أفضل لأننا نتأهل باستمرار لكن دون أن نصعد إلى الدور الثاني فيما يرى الآن أننا الأسوأ لأننا لم نتأهل فقط ويرى أن البحرين أو نيوزيلندا أحسن حالاً منا مع أنه يرى أن التأهل (لو تأهلنا) عبر الملحق أمر معيب.
وفي المداورة كثير من التناقضات النقدية والتي تصل إلى الخروج عن النقد إلى غيره مما يصعب تعريفه لكن يبقى الأهم أين يود الناقد أن يضع نفسه .. هل مع من يخاطب العقلاء وهو عاقل أو مع من يريد أن يستثمره للترويج لنفسه عند المتعصبين لأنه بالضرورة متعصب أو مع من يريد أن يؤدي دور المناضل الشريف دون أن يكون كذلك لأن فاقد الشيء لا يعطيه..على كل منهم أن يختار لأي صنف ينتمي ..
إنه دوره وليس دورنا؟!
* رئيس التحرير