ترجل الفارس النبيل
الرجل النبيل الأمير سلطان بن فهد ترجل من فرسه بعد أن خاض الكثير من معارك البناء والتطوير وخدم بكل جد واجتهاد وإخلاص طوال فترة قيادة العمل الشبابي والرياضي واجه خلالها كثيرا من التحديات والصعاب وهي عادة ما تواجه كل مسؤول عن عمل حيوي يهتم بتنمية الكادر البشري ويستثمر فيه حيث لابد من تلاق متلائم بين المشاريع والفعاليات والعقول والقدرات، ناهيك عن أن يكون ذا طابع تنافسي يفضي إلى التشاحن وما إلى ذلك مما يفسد على المسؤول لذة النجاح الكامل أو يتوزع بين الأطراف الأخرى بالتناوب دون أن يطوله.
وحين يغادر الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز ساحة العمل في قطاعي الشباب والرياضة بعد أن خدم فيهما ومن خلالهما دينه ومليكه ووطنه فلابد وللتاريخ أن تسجل له الأعمال الجليلة التي تركها والإنجازات التي تحققت تحت إدارته وهي كثيرة ومتنوعة وكيف أنه كان ذلك الرجل الصالح المتسامح الذي ينشد العدل ويتحراه ويسعى للخير ويفعله واضعاً مصلحة بلاده أمام ناظريه ومستقبل أبناء وطنه مقدم على أي شيء غيره وكيف أنه منذ دخل وسطنا الرياضي وحتى غادره كان يسدد ويقارب ليس عجزاً ولكن بتسام فوق الصغائر وبحلم وصبر كانا عنوانا لشخصيته وسلاحا نجح به في إطفاء حرائق هذا الوسط التي لا تنتهي.
جاء إعفاء الأمير سلطان بن فهد من منصبه بناء على طلبه والذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ أمده الله بموفور الصحة والعافية وطول العمر ـ وتعيين الأمير نواف بن فيصل بن فهد بدلاً عنه رئيساً عاماً لرعاية الشباب بمرتبة وزير لتتاح لنا فرصة أن نقول للأمير سلطان أديت الأمانة بسنوات العطاء المخلص وصنت الأمانة بطلب التوقف وهو ما لا يمكن أن يفعله إلا من هم في همتك وشيمتك من الرجال المخلصين الذين ستظل البلاد في حاجة إلى خدماتهم ومساهماتهم ولعل الأمير نواف بن فيصل محتاجا منا جميعاً إلى الدعاء له بالتوفيق والسداد أكثر من التهنئة على توليه هذه المهمة وتشرفه بثقة ولي الأمر وسط تفاؤل عام بقدرته على الاضطلاع بمسؤولياته بهمة وثقة مستمدة من التوكل على الله ثم على ما يملكه من إمكانيات وقدرات وخبرات ورجال معاونين وما توليه الدولة من دعم ورعاية..
شكراً سلطان وجه السعد وستظل، وبالتوفيق نواف الأمل الذي سيتحقق بحول الله.