حرب اللجان والأندية هل من منتصر؟!
القضايا التي تثار حول أعمال لجان اتحاد الكرة دون أن تنتهي هل تعود لسوء إدارة هذه اللجان لأعمالها وشؤونها أم لعدم قدرة الطرف الآخر على التعامل مع النتائج التي تؤول إليها شكاواه واحتجاجاته وملاحظاته، أم أن الأمرين معاً تداخلا حتى لم يعد هناك إمكانية للفصل بينهما حتى يأخذ كل منهما حقه من الآخر بما تكفله له الأنظمة والقوانين عبر الإجراءات النظامية؟! أظن أن الأمر أيضاً هو الحالين معاً مع وقوعهما بين كماشتي صلاحيات السلطة الإدارية العليا النافذة والتعاطي الإعلامي الانتقائي، والإعلام والسلطة دون شك يؤديان دورهما من حيث المبدأ إلا أن أخطاء المعالجة والتعاطي مع هذه القضايا هو ما يجعل الجماهير والمراقبين يصابون بالارتباك وعدم الفهم وهو مبرر كاف للانسياق خلف بعض الأطروحات الإعلامية المنحازة أو التصريحات والبيانات الصحفية التي يحاول من خلالها كل طرف كسب التعاطف من خلال العزف على وتر جهل العاملين في اللجان وانحياز رؤوسها وترصدهم لناديه إلى آخر ذلك، ويعزز هذا أحياناً ذلك ما قلنا إنه تتسبب فيه أخطاء بعض المعالجات من السلطة الإدارية العليا وسوء تناول الإعلام لهذه القضايا من خلال سوء النوايا أو الانتقائية، ويمكن ملاحظة ذلك بسهولة في رأي هذا الطرف أو ذاك في هذه اللجنة أو رئيسها أو أمينها من قضية لأخرى حتى وإن كان البعض يحاول تبريرها بأن قياسه في ذلك الصواب والخطأ لأن ما يحدث مثلاً هو قاعدة أن ذلك يصب في خانة مصلحة ناديي أو فكرتي، وما أريد أن يكون عليه الأمر أو عكس ذلك.
هل يمكن مثلاً أن نقول إن الاختلاف في التسليم بصحة أعمال هذه اللجان من الأطراف الأخرى دليل عدالة وسلامة قرارات هذه اللجان؟ ممكن، لكن ليس أيضاً بالضرورة، كما أن حملة الانتقادات والملاحقات لأعمال وأعضاء هذه اللجان هل هو أيضاً رغبة في أن تؤدي عملها بنحو صحيح وسليم؟ ممكن، ولكن أيضاً ليس بالضرورة.. هناك عمل عبثي لزعزعة اللجان ومحاصرة العاملين فيها والضغط عليهم، والأمر هذا سيتسبب في إفراغ هذه اللجان من مضمونها وجعل العاملين فيها تحت وصاية الإعلام وحماية الأندية، كما أن عدم مراجعة اللجان لأخطائها وفي مقدمتها عدم الاستقلالية من شأنه أن يطيل أمد هذه الحرب التي لن يكون فيها منتصر.