إلى أين F.M
تعزيز الدور الخدمي لإذاعات الـ( أف أم) ليس هو السبيل فقط الذي يضمن لها الاستمرار وتحقيق أهدافها، وعلى رأسه الربحي، بل أيضاً تنويع هذا الدور بحيث تتمكن كل إذاعة من تأدية دور خدمي مختلف بالقدر الذي تستكمل فيه تقديم هذه الخدمات من خلال الكم لهذه الإذاعات.
وموجة الـF.M في تعريفها هي: تكنلوجيا بث إذاعي ابتكرها أدوين هاوارد ارمسترونغ والإذاعة في الإنجليزي (Broadcasting)، وهي وسيلة الإعلام المسموع. وشهد عام 1906 بث أول البرامج الإذاعية، وكلمة الراديو لأصلها اللاتيني (راديوس) وتعني نصف قطر، ومنه التسمية تنطبق على الإرسال الإذاعي، حيث تبث الموجات الصوتية عبر الأثير على هيئة دوائر.
ولأن الإذاعة كانت أولى الوسائل الإعلامية ثم تراجعت للمرتبة الثانية بعد ظهور التلفزيون ثم إلى الثالثة بعد الإنترنت، إلا أن الإذاعات التي تبث على موجة الـF.M مرشحة لمزاحمة وسائل الإعلام الأخرى بقوة، حيث تملك الكثير من مقومات التواصل والتأثير، نتيجة وصول بثها بوضوح ونقاء وسهولة عبر نوافذ عدة.. وأيضاً لبعد هيكلتها البرامجية عن النمطية وإعطاء ساعات كثيرة للترفيه والتسلية من خلال البرامج والموسيقى.
إلا أن ما يمكن أن يميّز محطة عن أخرى ويعزز أيضاً من قيمة هذه الإذاعات هو مقدار ما يقدم خلالها من برامج خدمية؛ إذ إن محطات الـF.M عبر العالم عرفت بملامستها للحياة اليومية وتفهمها لحاجة الفرد في كل شريحة، وقدرتها على لعب دور الجسر بين الناس وجهات تهمهم، سواء كانت حكومية أو غيرها، خاصة الخدمية: صحية ومرورية وأمنية... إلخ.
انتشار العديد من الإذاعات الخاصة التي تبث برامجها عبر موجة الـF.m في السعودية كسر حاجز التحسس والتوجس من مثل هذا النوع من الإذاعات، وأدخلها في منظومة وسائل الإعلام المحلية التي يظن فيها أن تساهم في أداء الدور الوطني الذي يفترض أن تؤديه كل وسيلة إعلامية؛ وأنهى مرحلة المراوحة بين قبول ورفض هذا النوع من الإعلام وتجاوز ما يمكن أنه كان يشكل في يومٍ من الأيام خطراً على المجتمع والدولة.
إلا أن ما على القائمين على هذه الإذاعات مراعاته هو ضبط اتجاهات البرامج من خلال هيكل برامجي محدد الهدف، وبرامج توصيفها واضحة لمعديها ومقدميها، وتعميق دور الرقابة الذاتية في داخل العاملين عليها من خلال التأكد من أنهم يفرقون بين النافع والضار، وتوخيهم الحذر في ما يطرح من آراء وشكاوى وتعديات على الهيئات أو الأفراد.
ليس بالضرورة أن يشعر البعض بأنك قلت ما كان يود قوله، المهم أن تتأكد أن ما كان يود قوله لا يخل بثوابت ولا يسيء لقيم.. إذ في هذه الحالة فإن من الواجب أن تقدم خدمةً لوطنك ومجتمعك بحجبه، وهي أيضاً خدمةٌ له؛ أليس كذلك..؟!.