سنقابل الأبطال
في دبي حيث قرعة دوري المحترفين الآسيوي، يتمحور الحديث حول دورة الخليج وتزداد سخونته باقتراب مباراتنا مع الشقيق الإماراتي، فيتكرر السؤال لمن تتوقع الفوز، فلا أملك سوى الدعاء بفوز الأخضر والتأكيد بأن العامل النفسي يلعب دوراً أهم من العوامل الفنية كما عودتنا لقاءات الأشقاء.
غداً سنقابل أبطال دورة الخليج الماضية، حيث نلتقي المنتخب الذي جرعنا مرارة الخسارة في نصف نهائي أبو ظبي، وأتمنى أن تكون تلك هي نظرة نجومنا لخصمنا الشقيق في لقاء الحسم المرتقب غداً. لأن احترام الخصم هو مفتاح الفوز الوحيد في مباراة قد لاتحتمل أنصاف الحلول، فالمتوقع أن يحسم قطر لقاءه مع اليمن بفوز يفوق الفوز الإماراتي وبالتالي يصبح تأهل السعودية والإمارات معاً مستحيل، وعليه فستكون مباراتنا مثل خروج المغلوب. ومن هنا تزداد أهمية العامل النفسي.
إنني أحذر نجومنا من الاتكاء على النتائج الأخيرة، فإن ركزوا على فوزهم بسداسية نظيفة على الشقيق اليمني أو انتصارهم الأخير على الإمارات في تصفيات كأس العالم، فإن العواقب ستكون وخيمة وسيخرج منتخبنا من الدور التمهيدي للبطولة. أما إن أستشعر الصقور الخضر قوة المنافس واحترموا بطل النسخة الأخيرة من البطولة فسيكون لكل حادث حديث.
إنني أتحدث من تجربة عشتها في جاكرتا 2007م حيث كان التحضير للمباراة النهائية أمام الشقيق العراقي، فقد كان المنتخب مخدراً بعد الفوز الكبير على اليابان في نصف النهائي، وكنت شاهدا على محاولات الأمير نواف بن فيصل رئيس البعثة في شحذ همم الشباب وتأكيد أهمية المباراة، وحين سألت الأمير نواف: كيف رأيت روح الفريق؟ قال حينها: "الله يستر، فالفريق لازال يعيش على ذكرى مباراة نصف النهائي".
"الله يستر"، عبارة هامة تذكرتها وأنا أسمع من يقول: إن ناصر الجوهر لم يخسر أبداً أمام أي فريق خليجي، فقلت: "الله يستر".
إن الفوز لا يأتي بالذكرى والتاريخ ولكنه يعتمد على أحد عشر رجلاً يقدمون كل العطاء وكل الاحترام للخصم طيلة ثواني المباراة، لأن كرة القدم لا تعترف بالتاريخ والأسماء ولكنها تعطي من يعطيها.
راقبوا الدقائق الأولى من المباراة، فإن كسبنا الصراعات الثنائية على الكرة واستحوذنا على الكرة الثانية، فإن الفوز للأخضر. أما إن كان نجومنا يجرجرون أقدامهم بتثاقل ويلعبون بثقة زائدة، فرددوا معي: "الله يستر.." على دروب الخليج نلتقي.