المهمة المستحيلة
وصلتني صباح يوم كتابة هذا المقال رسالة من صديقي وابن عمتي "مدلج المدلج" تقول: "لا تعد بشيء وأنت منتش، ولا ترد وأنت حزين، ولا تأخذ قراراً وأنت غاضب، فكر مرتين وتصرف بحكمة". قلت في نفسي: "جت الرسالة في وقتها"، وكنت قد وعدت في مقال السبت أنني "لن أغضب"، وأنا عند وعدي بإذن الله، ولكنني أشعر بألم من جراء ما تعرض له أخي وزميلي "محمد بن عبدالله النويصر"، وهو يرأس هذه الأيام بعثة المنتخب السعودي المسافر لأهم مباراة في طريقنا نحو كأس العالم 2010م، وحاولت أن أجد مبرراً للهجوم على هذا الرجل المخلص الذي بدأ حياته في الرياضة ناشئاً في نادي الشباب ليصل لكرسي الرئاسة وعضوية الاتحادين السعودي والآسيوي ومنصب المدير التنفيذي لهيئة دوري المحترفين السعودي، فلم أجد مبرراً سوى أن الناقدين ما زالوا في مكانهم الذي كانوا فيه حين كان "أبو عبد الله" لاعباً في براعم النادي، فأزعجهم ما وصل إليه وعجزوا عن تحقيقه.
أعود لمباراة اليوم التي تلعب في أحد أيام الفيفا للمباريات "الودية"، وهو أمر يجب أن تتضافر جهود "غرب آسيا" لتغييره في المستقبل، وسأكتفي اليوم بترديد: "ما أشبه الليلة بالبارحة"، فقبل ثماني سنوات كنا في نفس الوضع تقريباً حيث تصفيات كأس العالم 2002م، وكنا قد لعبنا ثلاث مباريات حصدنا منها أربع نقاط، وكانت المباراة الرابعة أمام تايلند في الشرق البعيد كما هي اليوم أمام كوريا الشمالية، مع اختلاف ظروف المناخ والمكان أعان الله بعثتنا عليها. فكوريا الشمالية تكاد تكون أكثر مناطق آسيا اضطرابا وعزلة، حيث يمنع دخول أي أجهزة إلكترونية كأبسط الإجراءات الأمنية التي لا يكفي المقال لذكرها.
وكأن ذلك لا يكفي، فقد ازدادت أهمية مباراة منتخبنا اليوم بسبب أحداث الأيام الماضية المصاحبة لاجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي، ويقيني أن مهمة الحكم شبه مستحيلة لأن أصغر الأخطاء سيفسرها البعض بناء على تداعيات الأحداث الأخيرة. ولذلك عمدت لجنة الحكام بالاتحاد الآسيوي إلى إسناد هذه المباراة إلى أفضل حكم في آسيا، ولكن هل يمكن أن يقود مباراة بلا أخطاء؟
الإجابة المنطقية: لا، ولكن نتمنى أن تكون أخطاء الحكم غير مؤثرة على نتيجة المباراة التي نتمنى بالتأكيد أن تكون في صالح الصقور الخضر ليعودوا للوطن بالنقاط الثلاث الهامة. فالتحليل المنطقي لأوضاع المجموعة يقول بأن الفوز بهذه المباراة ومباراتي الإياب مع كوريا الشمالية والإمارات في الوطن كفيل بصعودنا للمرة الخامسة على التوالي إلى كأس العالم بإذن الله.
وأختم بأمنية فات وقتها، حيث كنت أتمنى من الناقدين توجيه سهامهم إلى "ابن مدلج" وترك رئيس بعثة المنتخب السعودي "ابن نويصر" يؤدي مهمته الجسيمة في أجواء هادئة، كان هذا أقل ما يحتمه علينا واجبنا تجاه الوطن، ليتنا دائماً نضع الوطن أولاً، وعلى دروب الوطنية نلتقي.