خوفتني المباراة
في البداية، أشكر فريقي الهلال على تحقيق أمنيتي الأولى التي كتبتها في مقال الأربعاء، وهي الدخول لأرض الملعب بلوحة وفاء مشتركة تحمل شعار الفريقين وعبارة شكر لله على سلامة تاج رؤوس الشباب ولي عهدنا الأمين، وفي ذلك تأكيد على مكانة القيادة في قلوب شباب الوطن. ولعل الرياضة تعتبر أحد أهم مقاييس نبض المجتمع، فمن خلالها تستطيع استطلاع آراء المواطنين وحالتهم المعنوية تجاه الوطن الذي يعشقون.
وكنت أطمع في أن يحقق الفريقان أمنيتي الثانية بتقديم مستوى يليق بمكانة كرة القدم السعودية، خصوصاً ونجوم الفريقين يمثلون الغالبية العظمى من عناصر المنتخب. وقد لاحظت في بداية المباراة، وأثناء وقوف النجوم للتصوير مع الحكام أن لدينا مشكلة كبيرة في التكوين الجسماني للنجم السعودي، فقد كان الغالبية من قصار القامة وضعيفي البنية العضلية، وهو أمر يؤثر بشكل كبير على قدرتنا في المنافسات العالمية. فعلى مستوى آسيا لا نستطيع مجاراة إيران وأوزبكستان والعراق وغيرها من المنتخبات التي تتميز بطول القامة وقوة العضلات، وبالتأكيد فإن مشكلتنا ستكبر حين نلتقي بالمنتخبات الأوروبية والإفريقية، في حال تأهل منتخبنا ـ بإذن الله ـ إلى كأس العالم.
ثم تأتي أحد أهم مشاكل نجوم الكرة السعودية، وهي الفكر الكروي الذي يحتاج إلى تطوير ومجهود من قبل المدربين، فحين تشاهد الدوري الأوروبي تستمتع بانسيابية اللعب وتناقل الكرة بدقة وسرعة، في حين لا تكتمل بين نجومنا أكثر من خمس تمريرات، ويغلب اللعب الفردي على الجماعي، ويتصرف بعض النجوم بسلبية في التعاطي مع الكرة الثانية، ويفتقدون لمهارة اللعب بدون كرة.
إذا كان العالم يتابع نهائياً سعودياً بين فريقين يمثلان قمة الكرة السعودية، فإن لدينا مشكلة حقيقية تحتاج إلى تسليط الضوء والتركيز الإعلامي حتى يتم تلافيها في المستقبل، فنحن بحاجة إلى نجوم يمتازون بتكوين جسماني رياضي، ودهاء كروي يميز بين المباريات والمواقف فيتصرف بحنكة في كل مرة، وقبل ذلك نحتاج إلى أبجديات كرة القدم في التمركز والتمرير والتهديف وكسب الكرة الثانية واللعب بدون كرة. أعلم بأن منكم من يتهمني بالطمع خصوصاً ونحن نشاهد الحكم الأجنبي يعيد الضربات الثابتة لأن نجومنا يلعبونها والكرة تتحرك، ويغير رمية التماس لأن نجومنا يخطئون في أبسط أبجديات الكرة. ولا أنسى تحفظي الكبير على أداء الحكم الفرنسي الذي لا تقل أخطاؤه عن أخطاء الحكم السعودي.
فاز الهلال بالكأس، وهو يستحق ذلك، ولو فاز الشباب لكان بنفس الأحقية، فلم يكن في المباراة ما يميز أحدهما عن الآخر، فلم يقدم النجوم الأجانب ما يتناسب مع الملايين التي صرفت عليهم، ولم يتفاعل نجوم الفريقين مع الحضور الجماهيري وروعة الطقس في مدينة تعد فيها أيام الطقس الجميل على الأصابع، ولم نشاهد سوى ألعاب فردية واجتهادات تكتيكية، ولذلك حسمت المباراة بهدف وحيد سجله قلب دفاع.
ختاماً .. مبروك للزعيم وحظاً أوفر لليث ، وأمام صناع القرار مجهود كبير لتحقيق الأمنيات والتطلعات، فالكرة العالمية تتقدم بسرعة والمسافة بيننا وبينهم تتسع .. وعلى دروب العالمية نلتقي.