وماذا بعد؟
درست وعشقت وأدرّس فن الإعلان، ولذلك فأنا مثل الأطفال أتسمر عند التلفاز لمشاهدة الإعلانات، وقد أعجبني إعلانا عن دبي يقول: قيل لن يكون العالم مسطحا(فتظهر صورة مشروع العالم بدبي)، قيل أن بناء المدن يمتد عقودا من الزمن(فتظهر صور المدن التي تنشأ بدبي)، قيل لن تنعم المدن يوما بسحر الريف(فتظهر صور تلال دبي)، قيل لن تنبت الأشجار يوما في البحر(فيظهر مشروع النخلة)، ثم يأتي صوت واثق وجريء يتحدى قائلاً: ونحن نقول: وماذا بعد؟.
أتذكر هذا الإعلان المميز في يوم انطلاقة دوري أبطال آسيا، مسترجعاً الرماح التي وجهت صوب مشروع "هيئة دوري المحترفين السعودي"، والأشواك التي رميت في طريق المجتهدين المتطوعين، ووددت لو كنت أملك المال لأعلن بنفس الطريقة قائلاً: قيل بأن السعودية لن تشارك في دوري المحترفين الآسيوي(فيظهر قرار مشاركتنا)، قيل بأن أشقاءنا في الدول المجاورة يعملون باحترافية لا نملكها(فتظهر أعداد الأندية المشاركة لنا ولهم)، قيل بأننا نرتجل في مشروع الهيئة(فيظهر تصريح رئيس الاتحاد الآسيوي موجهاً اتحادات القارة بالاقتداء بالتجربة السعودية)، وبعد أن أعرض صور المقالات والوجوه المشككة، يظهر صوت الأمير نواف بن فيصل صارخاً فيهم: ونحن نقول وماذا بعد؟
كنت أتمنى أن يكون لدى المشككين الشجاعة الكافية ليقولوا أخطأنا بحق من كان يعمل ليل نهار لإنجاز هذا المشروع وتمكين الأندية السعودية من المشاركة، وكنت أتوقع أن يكون عند المرجفين الرجولة الكافية للعودة إلى الحق والحديث عن هذا المشروع الذي كان حلماً بعيد المنال فتحقق بعزم الرجال الذين يعملون لصالح الوطن من خلال الرياضة. ولكنني أعتقد بأن المعنيين بهذا الكلام وقد أزعجهم نجاح المجموعة صغيرة العدد كبيرة الهمم، ينتظرون أي خطأ يحدث من الهيئة ليسنوا أقلامهم المسمومة ويبدأوا هوايتهم المفضلة في الطعن وتكسير المجاديف.
وطالما بدأت الحديث بمدينة "دبي"، فكلنا يعرف ما تمر به هذه المدينة الرائعة من صعاب بسبب الأزمة المالية العالمية، ولكنني على يقين بأنها ستتجاوز الأزمة لثقتي في شخص "محمد بن راشد" وتعاون الجميع معه. وثقتي أكبر في شخص "نواف بن فيصل"، ولكنني أتمنى أن يتعاون الجميع معه، فهو يخطط لمشروع جبار سيشهد له القاصي قبل الداني، ولكنه يحتاج إلى تضافر جهود الرجال المخلصين في الأندية والملاعب والإعلام. أما المرجفون الذين يتفننون في الهدم ولا يجيدون فن البناء، فإني أرجو منهم أن يلتزموا الصمت والحياد حتى يكتمل المشروع وتظهر نتائجه، حينها ربما يضمون صوتهم لصوت الحق قائلين: وماذا بعد؟.. وعلى دروب التحدي نلتقي...