2009-03-25 | 18:00 مقالات

التقدير المفقود

مشاركة الخبر      

تعتمد نظرية "ماسلو" للحاجات على فكرة أن الحافز للعمل هو الرغبة في إشباع الحاجات في سلم مكون من خمسة مستويات، تبدأ بالحاجات الأساسية التي بعد إشباعها يبحث الإنسان عن الحاجة للأمن ثم الحاجة إلى الانتماء، وحين يشبع تلك الحاجات يسعى جاهداً لإشباع الحاجة الرابعة وهي "التقدير"، وهنا يأتي القصور في المجتمع السعودي بكل منظماته الإدارية والإعلامية والرياضية وغيرها.
التقدير قد يكون مادياً أو معنوياً، ولكن الأهم أن يحصل الفرد على التقدير الذي يستحقه نظير الإنجاز والإبداع والمجهود الذي يميزه عن غيره، وعدم حصول المميزين على التقدير الذي يستحقونه ينعكس سلباً على أدائهم فيشعرون بالغبن والإحباط ويتناقص ولاؤهم للمنظمة التي يعملون لأجلها.
في الاحتراف السعودي يوجد سقف أعلى لرواتب المحترفين، وأكرر هنا اعتراضي القديم الجديد على هذا النظام الذي يلغي "التقدير" الذي يستحقه نجوم دون غيرهم، ففي كل ناد أكثر من نجم وصلوا السقف الأعلى فأصبح من المستحيل تحفيزهم، بل على العكس فإن تباين مستوياتهم قد يسبب إحباط المميزين، ولذلك كان رأيي المتواضع – ولا يزال – أن يكون هناك سقف لـ "مجموع رواتب" المحترفين، من خلال المعادلة البسيطة،
سقف الرواتب = 30 محترفا × 18 ألفا سقف أعلى × 12 شهرا = 6,480,000ريال سنوياً وتحت هذا السقف يستطيع النادي منح الراتب المناسب لكل نجم، مع استخدام زيادة الراتب كوسيلة لإغراء النجم بتمديد عقده، كما أنها ستجبر الأندية التي تكدس النجوم بالسماح بانتقال بعض النجوم إذا أصبحت رواتبهم خارج السقف الأعلى لمجموع الرواتب وكانت لدى النادي الرغبة في تسجيل نجوم جدد.
في الإعلام الرياضي هناك نجوم حققوا أكثر من سبق إعلامي، مثل سلطان الرديف في هذه الصحيفة حين أعلن أسماء أعضاء الاتحاد قبل أن يعرف حتى الأعضاء باختيارهم، ومسفر الفرحان في الشرق الأوسط حين وضع النقاط على الحروف في قضية استضافة كأس العالم للأندية، وكذلك سلطان المهوس في جريدة الجزيرة والتغطية المتميزة لأخبار الاتحاد الآسيوي، وغيرهم من المميزين الذين أعتذر لهم لعدم اتساع مساحة المقال لذكرهم، ولكنني أتساءل هل قامت صحفهم بتكريمهم بالحوافز المادية والمعنوية التي تناسب إبداعهم وجهدهم الذي يعد إضافة للوسيلة الإعلامية قبل أن يكون لأسماء الإعلاميين.
بقي أن أقول بأن "التقدير المفقود" يمنع الفرد من العمل الجاد للوصول إلى قمة "هرم ماسلو" وهي الحاجة إلى "تحقيق الذات"، وقد قال صديقي المتنبي:
إذا كانت النفوس كباراً 
تعبت في مرادها الأجسام
ولكن حين لا تتحقق الحاجة إلى "التقدير" فإن النفوس الكبار تتوقف عن العمل لاستحالة القفز من الحاجة الثالثة إلى الخامسة، ويبقى الأمل قائماً بأن نبحث عن "التقدير المفقود" ونقدم للمتميزين في جميع المجالات ما يجعلهم يتفانون في العمل ويواصلون الإبداع لصالح الوطن .. وعلى دروب التقدير نلتقي..