مباراة نور
دون شك أن كرة القدم لعبة جماعية لا تعتمد على لاعب واحد مهما بلغ إبداعه، وربما كان "مارادونا" الاستثناء الوحيد في تاريخ كرة القدم من وجهة نظري المتواضعة، ولكن بعض المباريات تقع فيها المسئولية على لاعب بشكل أكبر من بقية النجوم، ومنتخبنا يلعب اليوم مباراة مصيرية على أرض طهران الصعبة، بل الصعبة جداً، وأتحدث هنا من تجربة مريرة عشتها عام 2001م.
يتسع الملعب لأكثر من مائة ألف مشجع، يشجعون بحماس (مخيف) خصوصاً أمام الفرق السعودية، فتهتز أرجاء الملعب من هدير الجماهير التي تلهب حماس لاعبي المنتخب الإيراني فيقدمون أفضل مستوياتهم، وهنا يحتاج المنتخب السعودي إلى قائد محنك يضبط إيقاع المنتخب وأعصاب نجومه. وفي هذه المباراة سيكون "محمد نور" قائداً للصقور الخضر ومسئوليته ستصبح مضاعفة في ظل الغيابات الهامة التي يعاني منها منتخبنا الوطني.
في نادي الاتحاد يمثل "نور" القلب النابض للفريق، وأملنا فيه كبير أن يقوم بنفس الدور في مباراة اليوم، فنجوم الفريق قبل الجماهير تتطلع لقائد يخرج الفريق من النفق المظلم الذي أدخلتنا فيه نتائج المباريات السابقة التي نزفنا فيها الكثير من النقاط بسبب التقصير تارة والتحكيم تارة أخرى. فأصبحت مباراة اليوم أكثر أهمية من ذي قبل، فالفوز الصعب – بإذن الله – يقربنا من التأهل الخامس على التوالي لكأس العالم، والتعادل المحتمل يبقي الأمل قائماً، بينما الهزيمة – لا سمح الله – ستجعل الطريق صعباً ومعتمداً على نتائج المنتخبات الأخرى بالدرجة الأولى، وربما نحتاج إلى مباراتين فاصلتين مع ثالث المجموعة الأخرى، ثم في حال الفوز – بإذن الله – نلعب مباراتين فاصلتين مع منتخب "نيوزيلندا".
لا مستحيل في كرة القدم، وفي مواجهات السعودية وإيران الماضية، ألتقينا خمس مرات فازوا في ثلاث وأنتصرنا في اثنتين، حيث تم في حال التعادل الاحتكام لركلات الترجيح، ولذلك فإنني سأرضى بالتعادل إذا تحقق اليوم، شريطة أن نفوز بإذن الله على الإمارات وكوريا الشمالية في السعودية، فيصبح مجموع نقاطنا أحد عشر نقطة، كافية – بمشيئة الله – للتأهل إلى جنوب إفريقيا، حتى لو كان عن طريق المباريات الفاصلة. ولاحظوا إنني لم أتحدث عن مباراة كوريا الجنوبية رغم أن منتخبنا انتصر هناك في التصفيات الماضية، لكن كانت كوريا قد تأهلت قبل تلك المباراة، وأي نقطة إضافية ستساعد على التأهل.
أكرر بأن كرة القدم لعبة جماعية، وإننا بحاجة لجهود جميع النجوم الأساسيين والاحتياطيين، ولكنني على يقين بأن نجوم المنتخب في هذه المباراة بالذات وفي تلك الأجواء بالتحديد بحاجة إلى قائد من نوع خاص يساعدهم في إزالة رهبة الجماهير، والتركيز طيلة دقائق وثواني المباراة، وهنا يأتي دور "نور"، وأملنا فيه وفي الصقور الخضر كبير.. وعلى دروب التأهل الخامس – بإذن الله – سنلتقي.