النداء الأخير
يسعد الكاتب بردود الفعل الإيجابية حيال ما يكتب، لأن الهدف الأول من الكتابة هو التأثير في الرأي العام وإيصال الصوت إلى صانع القرار بأمل التغيير لصالح الوطن والمواطن. ومقالي الأخير عن الخطوط(غير)السعودية، ترك أصداءه بشكل واضح، فقررت استكمال الحديث بعنوان "النداء الأخير" الذي نسمعه للإعلان النهائي عن موعد إقلاع الطائرة، فاليوم أوجه للشركة الوطنية "النداء الأخير".
حين تتسابق الشركات على رعاية منتخب الوطن وأنديته وتتخلف "الخطوط الجوية العربية السعودية" فإن هناك مشكلة تستوجب التوقف عندها، فمن غير المقبول أن يكون الناقل الرسمي لمنتخب الوطن شركة طيران أخرى، ولكنني أحذر من أن صبر الشركة المسوقة سينفد وستبادر قريباً لإعطاء هذا الحق لشركة غير سعودية، ولن يلومها أحد خصوصاً أن لديها إثباتات قوية بتكرار المحاولات الفاشلة مع الشركة الوطنية التي ترفض رعاية منتخب الوطن فاستوجب توجيه "النداء الأخير".
حين تبادر شركات الطيران الوطنية(الكويتية، الإماراتية، القطرية، وغيرها) لتخصيص طائرة خاصة تنقل منتخبات الوطن، في حين يضطر منتخبنا الوطني إلى دفع قيمة الطائرة الخاصة التي تنقل نجوم الوطن في مهماتهم الوطنية وبسعر يفوق الأسعار المنافسة، وكأن ذلك لا يكفي، فقد اضطر نجومنا للانتظار في مطار طهران ثلاث ساعات لأن طائرة الخطوط السعودية تأخرت - كالعادة - لأسباب غير مقنعة، فإن الغيرة الوطنية تدفعني لمخاطبة صانع القرار من خلال هذا "النداء الأخير".
حين تتطور المطارات من حولنا، فيصبح لركاب الدرجة الأولى ودرجة الأعمال صالات خاصة بما فيها من نقاط البيع والتفتيش والجوازات ووسائل النقل للطائرة إن لزم الأمر، في حين أن الخطوط السعودية لا تقدم أي خدمة إضافية لمن يدفع ضعف السعر، لأن صانع القرار يستخدم "المكاتب التنفيذية" فلا يدري عن حال رجال الأعمال المصدومين بتواضع خدمات خطوطنا الوطنية، فكتبت "النداء الأخير".
حين ننتقل على صعيد الاتحادات القارية والدولية، ونشاهد شركات طيران خليجية ترعى تلك الاتحادات وبطولاتها، بشكل يمكنها كسب الود والتعاطف، في حين أن الخطوط الجوية العربية السعودية، ترفض المشاركة أو الدعم الذي ينعكس إيجاباً على رياضة الوطن، ولكنها في الوقت نفسه تدفع الغالي والنفيس لرعاية المباراة النهائية لكي يظهر اسمها الجميل أمام راعي المباراة، فكان هذا "النداء الأخير".
وأخيراً .. حين يتمخض جبل الخطوط السعودية عن فأر صغير تدعم به منتخب الوطن، فتقرر الشركة العملاقة أن تخفض تذاكر رحلة الجماهير إلى مسقط لدعم المنتخب في دورة الخليج الأخيرة، فتصدر تذاكر بقيمة (900 ريال)، فنعتقد أنها بداية الغيث، لنصدم بأن موعد الرحلة يتعارض مع موعد المباراة فيموت "الفأر" قبل أن يولد، فلابد أن أصرخ "النداء الأخير .. النداء الأخير" .. وعلى دروب نداء الواجب الوطني نلتقي.