توقعتها للعميد
قبل ختام الدوري بيوم واحد كنت في الاتحاد السعودي لكرة القدم، حيث كان الخلاف قائماً حول آلية التتويج ووضع شعارات الرعاة، كان ممثل نادي الهلال يتحدث وكأن البطولة قد حسمت قبل المباراة، تذكرت وقتها نفس الموقف قبل عامين حين التقى الهلال بالشباب على نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، وفي الاجتماع الفني تكرر نفس الموقف وبثقة أكبر وتهميش لفرص الخصم، فقال ممثل نادي الشباب آنذاك: كنت خائفاً من المباراة ولكن بعد الاجتماع زادت ثقتي بأن ثقة الهلاليين ستهزمهم، فكانت النتيجة ثلاثية شبابية مستحقة، ولذلك كان توقعي بفوز الاتحاد لتشابه الأحداث والظروف.
يجب ألا نقلل من أحقية الاتحاد بدرع النسخة الأولى من دوري المحترفين السعودي، فالاتحاد كان الفريق الأفضل والأكثر تكاملاً طوال الدوري وكذلك في المباراة الختامية، يضاف إلى ذلك الاستقرار الفني الذي يعيشه النمور مع "كالديرون"، كانت جميعها عوامل كافية لحسم اللقاء لصالح العميد الذي استحق التتويج بجدارة، وفي حال الإعداد النفسي المثالي للمرحلة المقبلة فالاتحاد قادر على تحقيق كأس الملك وكأس دوري المحترفين الآسيوي.
وحتى لا يعتقد الهلاليون بأنني أنتقي أخطاءهم في الإعداد للمباريات النهائية، فإنني أستشهد بحادثتين استفاد منهما الهلال، كانت الأولى عام1982م حين جمع النهائي الهلال بالاتحاد الذي كان قد حقق بطولة الدوري المشترك، وكانت جميع الدلائل تشير لفوز اتحادي زاد من الثقة لدرجة الإفراط فجاء الاتحاديون ومعهم دولاب صغير مفصل للكأس الجديد، فكانت النتيجة ثلاثية هلالية. وبعدها بسبع سنوات تأكدت فكرة المقال حيث التقى الهلال مع النصر في جدة على كأس الملك عام 1989م، وكان النصر قد حقق لقب الدوري فحمل الدرع معه إلى جدة للاحتفال بالبطولتين في تهميش واضح لفرص الخصم، فكانت ثلاثية أخرى للهلال سجل جميع أهدفها مدافعو الفريق الحبشي والتخيفي والبيشي.
وللتأكيد فمنتخب الوطن لم يسلم من خطأ الإفراط في الثقة، ففي كأس آسيا 2007م كان منتخبنا قد لعب واحدة من أفضل مبارياته على الإطلاق حين تجاوز اليابان في نصف النهائي بثلاثة أهدف مقابل هدفين، وأصبح الجميع يحضر لاحتفالية الكأس أمام العراق، والكل يعرف النتيجة المريرة لتلك المباراة.
إنني أكتب اليوم لتستفيد جميع الأندية والمنتخبات من الدروس المتكررة للعواقب الوخيمة التي تنتظر من يفرط في الثقة، فقد يكون الدرس المقبل في الجولة الأولى من كأس الملك للأبطال التي تنطلق بعد غد، فكرة القدم لا تخدم إلا من يخدمها أو كما تقول الحكمة اليهودية:
" God helps those who help themselves "
والحكمة ضالة المؤمن.. وعلى دروب الحكمة نلتقي..