2009-05-06 | 18:00 مقالات

أطفالنا يهدمون المساجد

مشاركة الخبر      

سأل رجل سعودي مسلم ابنه الصغير: "لماذا تهدم المسجد يا ولدي؟"، فكان الجواب البريء: لأنني لا أستطيع الوصول للمرحلة التالية إلا من خلال هدم المسجد وقتل من فيه!"، هذا الحوار الصاعقة وصلني عبر الإيميل من أكثر من غيور على الدين وبراءة الطفولة يطالبون قلمي المتواضع بالكتابة عن هذا الأمر، فعدت بالذاكرة إلى أيام "بوكيمون" حين كتبت عن لعبة تعلم أطفالنا القمار، فاستجابت أعلى سلطة في الدولة وتفاعلت مع المقال وتم بحمد الله منع تلك اللعبة من دخول السعودية.
وعلمت فيما بعد بأنها دخلت في صور أخرى فكتبت محذراً من الألعاب التي تدس السم في الدسم، ورميت الكرة والمسؤولية على البيت والمدرسة والمسجد قبل أجهزة الإعلام والأمن والتجارة الرسمية التي تنهكها البيروقراطية عن القيام بالدور المطلوب.  واليوم أصرخ بصوتي المقروء مناشداً غيرة المسلم في كل منزل ومدرسة ومسجد أن يكونوا صوتاً واحداً يقول: "لا للألعاب التي تمسخ شخصية الطفل المسلم"، فتعلمه العنف والجنس والكفر في سن يصعب عليه التمييز بين الحق والباطل، وحين يكبر يزداد الأمر صعوبة بعد أن فقد قيمه ومعتقداته في الصغر.
لكي تدركوا معي خطورة الأمر، أجيبوا على هذه الأسئلة البسيطة:
ـ كيف سيحترم الطفل المسجد المجاور لمنزله وهو يهدم مسجداً أكبر منه في اللعبة؟
ـ لماذا نتوقع أن يتألم شبابنا لما يحدث للمسلمين من حروب إبادة، وشبابنا الصغار يمارسون فنون الإبادة عبر الألعاب الإلكترونية؟
ـ متى يتعلم شبابنا فن التعامل مع الأنثى، إذا كانت الألعاب الإلكترونية تعرض لهم أسوأ أنواع النساء؟
قررت أن أكتب لإبراء ذمتي أمام الخالق ثم الخلق، وبدأت بسؤال أهل الخبرة، فمن المتخصصين "عبدالرحمن السبيعي" صاحب شركة "قيمي للألعاب المحترفة" فأخبرني أن هناك أكثر من لعبة حروب ومطاردات تحوي مخالفات خطيرة، ومن أشهرها " First to Fight " وكذلك " Call of Duty4 "، وأن الأخير تم إصدار النسخة الخامسة منه بعد تنظيفها من أغلب الشوائب، وانتقلت للممارسين فسألت الصغار في بيتنا، فقال مشعل: "كول اوف دوتي4" كل أصدقائي عندهم وفيه ينحاش الحرامي ويدخل إلى مسجد ولازم تلحقه أو ما تفوز"، فاختبرته بسؤال مباغت: "تبغى أشتري لك واحدا؟" فأثلج صدري برد أحتفظ به لنفسي، فطلبت منه أن ينصح أصدقاءه باستبداله بالنسخة الخامسة، فأخبرني أن الصغار يرونها نسخة مملة أو بلغة مشعل "خايسة"، وكأني بالشركة المصنعة حرصت على إجبار الصغار على النسخة الرابعة المليئة بالمحرمات!
كل هذا يحدث في بلد الحرمين الشريفين، فتمتلئ البيوت والعقول بما يشيب له الرأس ولا يرضى به أحد من المسلمين، فهل نشجع أطفالنا على هدم المساجد وقتل المصلين وخطف الفتيات وغيرها من الكوارث التي تحتويها الألعاب الإلكترونية؟ اللهم هل بلغت اللهم فاشهد .. وعلى دروب الخير نلتقي.