الشباب وتشلسي
جفت أقلام هذا الموسم وطويت صحفه، ففاز الاتحاد بدوري المحترفين السعودي، وظفر الهلال بكأس ولي العهد الأمين، وحقق الشباب كأسي الملك والأمير فيصل بن فهد، وجميعها بطولات مستحقة لأفضل الأندية السعودية، وكنت قد أعطيت الهلال والاتحاد حقهما في مقالات أعقبت التتويج، وبقي للشباب حق كبير على قلمي المتواضع، حيث تربطني علاقة وطيدة بكثير من جماهير الشباب التي يرى كثيرون أنها قليلة لا تتناسب مع بطولات الليث وإبداعه، ولا أنسى تعليقاً طريفاً للأمير بندر بن محمد حين قال للصديق "محمد النويصر": إن جماهير الشباب لا يكفون لإقامة صلاة الجمعة!! فكان الرد ذكياً من "النويصر" حيث قال: يكفينا أن لكل مشجع بطولة!!!
"جماهيرية الشباب"، موضوع شغل بالي كثيراً وقد طرحت بعض الأفكار على صناع القرار الشبابي، واليوم أطرحها لجماهير الشباب عبر "الرياضية" لعل فيهم من يضيف ويطور الفكرة ليصبح الشباب كما أتوقع، أحد الأندية الجماهيرية.
"التواصل مع الجماهير"، خطوة أولى هامة لزيادة الترابط مع الجماهير الحالية للنادي ورفع مستوى الولاء الذي يؤدي إلى جلب المزيد من المشجعين، ويتم ذلك عن طريق وسائل الاتصال التقنية مثل قناة النادي ومجلته وجواله وموقعه الأليكتروني، كما يستحسن أن يقوم النادي بزيارات قصيرة لمناطق المملكة التي يتواجد فيها الجمهور وتتوفر فيها الملاعب والأندية كالقصيم والأحساء وحائل والمدينة وتبوك وغيرها، فيقيم المعسكرات والمباريات الودية ويتواصل مع الجماهير المتعطشة للقاء النجوم.
"النجم الجماهيري"، وجود الجماهير في المدرجات يعطي انطباعا بالدعم والقوة "العزوة" التي تشجع المترددين على إعلان انتمائهم للنادي الجماهيري، ولذلك يجب أن يبادر النادي بالتعاقد مع نجوم محليين وأجانب(مصر وتركيا)، شريطة أن يكون للنجم جماهير غفيرة قبل قدومه للنادي. وحين يمتلئ مدرج الليث بجماهير تلك النجوم سيتشجع غيرهم على الانضمام والتواجد والتشجيع.
"الكيان وليس الأفراد"، يعرف نادي الشباب بخوالده الثلاثة، خالد بن سلطان وخالد بن سعد وخالد البلطان، ولهم جزيل الشكر على الوقفة الصادقة مع الكيان الشبابي، ولكن حبذا لو يحظى الكيان بالتركيز الإعلامي ويسجل الإنجاز للنادي وتبرز إيجابياته الكثيرة، ويعلن عن حاجته لجماهيره لكي يتواجدوا مع النادي بدلاً من قناعتهم بأن النادي قائم بخوالده الثلاثة ولا يحتاج لأحد غيرهم.
وأخيراً .. فإنني من أكثر المؤمنين بالتخصص وإعطاء القوس لباريها، ولذلك أنصح النادي بالتوقيع مع شركة متخصصة في العلاقات العامة والإعلام والتسويق الرياضي، تتولى رسم خارطة الطريق لزيادة جماهيرية الليث، والاستفادة من التجارب العالمية مثل تجربة النادي البعيد عن قلبي "تشلسي" الذي وضع خطة خمسية هدفها أن يكون من أكثر الأندية الإنجليزية شعبية خارج إنجلترا، وقد التقيت بمسئولين في النادي أكدوا أنهم ـ بفضل تلك الخطة ـ أصبحوا يحتلون في آسيا وأفريقيا والأمريكتين المركز الثاني خلف "مانشستر يونايتد"، متفوقين على "ليفربول وآرسنال" رغم فارق التاريخ والبطولات، فهل يصبح الشباب "تشلسي السعودية؟" .. وعلى دروب التخطيط نلتقي.