2009-06-13 | 18:00 مقالات

من العين للعين

مشاركة الخبر      

بطبعي أكره الوداع وتحزنني لحظاته الأليمة، وكلما كان الشخص أغلى كان وداعه أقسى، ولكن هذا هو حال الكرة في عصر الاحتراف.
نعم أحبائي القراء، فلست أتحدث عن وداع حبيب أو قريب، وإنما أكتب عن رحيل "أفضل لاعب بالعالم" سينزع القميص الأحمر ويرتدي الأبيض، بعد أن أكد الموقع الرسمي لنادي "مانشستر يونايتد" تلقي عرض رسمي بثمانين مليون جنيه إسترليني والسماح لنادي "ريال مدريد" بالتفاوض مع "كرستيانو رونالدو"، كان وقع الخبر في البداية كالصاعقة وشعرت بحزن عميق وتخيلت الموسم المقبل بدون الجناح المبدع، وفكرت في الصغير "مشعل" وكيف سيتعامل مع رحيل نجمه المفضل.
أعشق "مانشستر يونايتد" منذ وقت طويل، كان "نورمان وايتسايد" هو النجم الأشهر وكنت صغيراً أقلده في طريقة لعبه ولبسه وحركاته، ثم أصبح "براين روبسون" الكابتن الإعجازي الذي يمثل شخصية الفريق حتى جاء موعد اعتزاله، وتوقعت أن يعلق الرقم (7) كما تفعل بعض الأندية العالمية، ولكن جاء أفضل لاعب في تاريخ النادي من وجهة نظري الخاصة "كونتونا"، وغير وجه النادي فعرفنا معه بطولة الدوري الأولى بعد غياب طويل، وأصبحت الجماهير تردد "أوه .. آه .. كونتونا"، وكان يوماً حزيناً في تاريخ الرياضة حين قرر "الفيلسوف" تعليق حذائه واعتزال الكرة وهو في قمة مستواه، وأيقنت بأن الرقم (7) سيفقد بريقه إلى الأبد، ولكن "فيرجسون" صنع نجماً جديداً، أعتبره الأكثر احترافية على الإطلاق، فكان "ديفد بيكام" نجم الجماهير الأول في بريطانيا، وأصبح أشهر من ارتدى ذلك الرقم المميز في النادي والمنتخب، وبدون سابق إنذار قرر الانتقال إلى "ريال مدريد"، فكان العزاء الوحيد أنه انتقل من عين إلى عين، حيث "الملكي" هو الفريق الإسباني المفضل، وكنت أتمنى أن يكون اليوم لاعباً في "يوفنتوس" طالما قرر اللعب في الدوري الإيطالي.
وتفوق "فيرجسون" على نفسه هذه المرة فصنع نجماً فاق كل النجوم، ليصبح الرقم (7) الأكثر طباعة ومبيعاً، حيث تقول الإحصاءات الرسمية إن مبيعات قميص "كرستيانو رونالدو" حققت الأرقام القياسية في بريطانيا وشرق آسيا، وربما لا يخالفني الكثير أنه الأكثر شهرة بين الصغار في مدارس السعودية، بل إنه فاز بجائزة "أفضل لاعب في العالم"، بعد أن حقق مع مانشستر بطولة الدوري ثلاثة مواسم متتالية، وتوج ببطولتي أوروبا والعالم، ولكنه قرر الرحيل - أيضاً – إلى الفريق الملكي.
لا تحزن يا عاشق المان يو .. فمن استطاع تعويض وايتسايد، روبسون، كونتونا، بيكام، قادر – بإذن الله – على تعويض رحيل "رونالدو"، وعزائي الوحيد أنه انتقل من فريقي الإنجليزي المفضل إلى فريقي الإسباني المفضل، وسيلعب بجوار "كاكا" ليعيد للدوري الإسباني بريقه الذي كاد يخبو، وأتمنى أن يلتقي الفريقان على نهائي دوري الأبطال لكي أسعد بالنتيجة مهما كانت.. وعلى منصات الأحلام نلتقي.