وفاق رفاقي الفرقاء
منذ أن دخلت شركة (موبايلي) للسوق السعودي أحدثت تحريكاً جميلاً لمياه الاستثمار الراكدة، فتحركت شركة (الاتصالات السعودية) وازدهرت رياضة الوطن، من خلال قيام (الأولى) برعاية المنتخب السعودي واللجنة الأولمبية وأكثر من نصف الاتحادات، ومبادرة (الثانية) برعاية جميع أندية الدوري الممتاز محققة بذلك رقماً قياسياً مكنها من دخول قائمة (جينيس) للأرقام القياسية.
وبحكم عضويتي في اللجنة المالية باتحاد القدم وتخصصي الأكاديمي والإعلامي في شؤون الاستثمار، ارتبطت بعلاقات تقدير واحترام وصداقة مع عدد من مسؤولي الشركتين العملاقتين، وكنت أستغرب حالة عدم الوفاق التي ظهرت بأشكال مختلفة للتنغيص على مسيرة الاسثتمار الرياضي للشركتين، فحين وقعت (موبايلي) عقد رعاية المنتخب بادرت (الاتصالات السعودية) بإطلاق أوبريت (أوه ياسعودي) في خرق لحقوق الرعاية، وكان رد (موبايلي) أن أغرت (الهلال) بإلغاء عقده ساري المفعول مع (الاتصالات) والتوقيع معها في قضية يتذكرها الجميع، والشواهد أكثر من أن يتسع المقال لسردها.
وجاء الضيف الثالث على الاستثمار الرياضي شركة (زين)، وبادرت برعاية المنتخبات السعودية حتى العام 2011م، واعتمدت سياسة الشركة على الرعايات العامة دون الدخول في رعاية أندية فردية، فكانت رعاية دوري (زين السعودي) خطوة هامة على طريق الرعاية، وكان من الطبيعي أن تنتفض الشركات المنافسة للدفاع عن حقوقها وأن تحرك معها القوى الإعلامية التي كنت أتمنى أن تبحث عن المعلومة في الجانبين قبل أن تبادر بالقسوة على (مشروع نواف) الذي أحدث نقلة نوعية في كرة القدم السعودية.
كنت أتمنى أن يعلم الجميع أن حقوق الأندية ورعاتها محفوظة من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وأن حقوق (هيئة دوري المحترفين السعودي) كمنظم لبطولة (دوري زين السعودي) لا تتعارض مع حقوق الأندية بل على العكس من ذلك فإنها تزيد من موارد الأندية وتعزز الظهور الإعلامي لرعاتها، فبدون (مشروع نواف) لم تكن الأندية السعودية الأربعة قادرة على المشاركة في دوري المحترفين الآسيوي، وإن لم تتعاون الشركات الراعية للأندية فقد تخفض المقاعد السعودية إلى مقعدين أو أقل، والخاسر الأكبر هو الشركات الراعية للأندية. كما أن التنظيم المالي والإداري الذي تنفق عليه الهيئة سينقل الأندية إلى مرحلة احترافية تنعكس إيجاباً على تعاملها مع حقوق الرعاية وتطويرها. والأهم من ذلك أن الحقوق التجارية لراعي الدوري قد عرضت على الأندية قبل أكثر من ثمانية أشهر وتمت الموافقة عليها في ذلك الحين.
بقي أن أقول إن المكسب الأول من زوبعة الفنجان هو اتفاق رفاقي الفرقاء في شركتي (موبايلي) و(الاتصالات السعودية)، على أمل أن يستمر هذا الوفاق وتدخل فيه شركة (زين) دون أن يكون شرط الوفاق دخول شركة (عذيب) لتكون الخصم الجديد، فالأمل أن يكون التنافس شريفاً في مجال الاستثمار في الرياضة بعيداً عن التنغيص الذي يهدم ولا يبني .. وعلى منصات الاستثمار نلتقي.