2009-08-05 | 18:00 مقالات

"فيجو" لاعباً ومدرباً

مشاركة الخبر      

كتبت قبل سنوات عن فكرة "2 × 1"، وأقصد بها المدرب/ اللاعب، حيث تعمد بعض الأندية الأوروبية إلى إسناد مهمة التدريب إلى لاعب مخضرم يشارك اللاعبين في التدريب وأجزاء من المباريات، فيكون قريباً منهم متفهماً لاحتياجاتهم ويستطيع ضمان تنفيذ الخطة داخل المستطيل الأخضر في حال المشاركة.
"المدرب/ اللاعب" له مواصفات خاصة، أهمها أن يملك الموهبة التدريبية، ويعاصر الكثير من المدربين المميزين، ويحظى باحترام نجوم الفريق، ويكون قادراً على العطاء كلاعب.  وقد اشتهر نادي "تشلسي" بتطبيق هذه الفكرة، حيث قاده كل من هودل وفيالي وخوليت كلاعبين ومدربين في نفس الوقت، وكانت تجارب ناجحة ساهمت في بناء الفريق الذي حجز مكاناً بين الأربعة الكبار في إنجلترا.
"المدرب/ اللاعب" يناسب الكرة السعودية لأسباب اقتصادية وفنية، فالنجوم الكبار في آخر عمرهم الكروي قادرون على لعب دور العقل المفكر في الفريق، كما أن قيمة العقد تشمل نجماً ومدرباً في آن واحد.  وقد طالبت قديماً بأن يتعاقد "النصر" مع النجم العالمي "ستويشكوف"، الذي شارك معه في بطولة كأس العالم للأندية، واقترحت حينها على "الهلال" النجم الروماني الأشهر "جورج هاجي"، فقد كانا في نهاية مسيرتهما الكروية قادرين على العطاء ويملكان سجلاً حافلاً يمكنهما من قيادة أي فريق سعودي.
واليوم أجد ثلاثة مرشحين قادرين على تولي مهمة "المدرب/ اللاعب"، وهم البرتغالي "فيجو" والأرجنتينيان "فيرون و ريكلمي"، فهم في الثلاثينات من عمرهم قادرون على العطاء، ويملكون جماهيرية كبيرة، وعايشوا أفضل المدربين في العالم من خلال مسيرتهم الكروية في أفضل الأندية والمنتخبات العالمية.  ويقيني أن أياً منهم سيكون نجماً مميزاً في الدوري السعودي، وسيكون له قبول كبير لدى اللاعبين كمدرب، وسيتمكن من ترك بصمة إيجابية على النادي الذي سيبادر بالتعاقد معه.
ولعلي أفضل "فيجو" حيث علمت من وكيل أعماله أنه أعد مذكرة تفصيلية عن نادي الاتحاد حين كان على وشك التعاقد معه، وقد شملت المذكرة معلومات دقيقة تدل على احترافية الفكر ورقي التفكير، مما يجعلني حزيناً على فشل الصفقة، ومتمسكاً بأمل أن أشاهد "فيجو" في ملاعبنا "مدرباً/ لاعباً" قبل فوات الأوان.
كما أتوقع من القراء – الأكثر اطلاعاً – ترشيح أسماء أخرى لنجوم قادرين على تنفيذ مهمة "المدرب/ اللاعب"، والقرار في يد القائمين على الأندية حيث تقع عليهم مسئولية الاختيار والإنفاق.  ولكنها دعوة للتفكير بصوت مقروء: ألم يئن الأوان لجلب نجم كبير للدوري السعودي؟ أليس من المنطق إنفاق المال بعناية وكسب مدرب ولاعب في نفس الصفقة؟ ألا يوجد في أنديتنا من يملك الجرأة لتجربة فكرة "المدرب/ اللاعب"؟
إن الإجابة على تلك الأسئلة ستضع النقاط على الحروف، وربما نشاهد نجماً عالمياً يسطر فنونه في ملاعبنا مدرباً ولاعباً في نفس الوقت ... وعلى منصات العالمية نلتقي..