الدرع الخيرية
لا أحب الكتابة وقت الغضب، كما لا أفضل أن يصرح رؤساء الأندية بعد المباريات مباشرة، لأنهم سيتحدثون بعصبية تحكمها لحظة الغضب، ولذلك قررت أن أكتب نصف مقال اليوم في لحظات الغضب والنصف الثاني بعد يومين ليتبين لي ولكم الفارق. فقد انتهت للتو مباراة الدرع الخيرية التي جمعت بطل الدوري(مانشستر يونايتد) ببطل الكأس (تشلسي)، ورأيت فيها من الأخطاء التحكيمية ما لم أره في الدوري السعودي، رغم غضب الجميع من التحكيم لدينا. فهدف التعادل التشلساوي كان بعد احتكاك الفيل الإفواري (دروجبا) مع الحارس(فوستر) تسبب في ذهاب الكرة للمدافع (كرفالو) الذي أودعها الشباك (سيغيب الحارس لإصابته)، والكارثة كانت في الهدف الثاني، حيث اعترض المتغطرس (بالاك) طريق الظهير الفرنسي (إيفرا) وأوقعه أرضاً ممسكاً برأسه، والقانون ينص على إيقاف اللعب عند إصابة الرأس، ولكن الحكم أشار باستمرار اللعب، وظل الضحية على الأرض واللعب مستمر حتى سجل الخلوق (لامبارد) هدفاً غير أخلاقي، جعل عدداً من الإنجليز الذين شاهدت معهم المباراة يغادرون المكان قبل إكمال المباراة، مستنكرين قرار الحكم الذي أوقف المباراة مرتين لسقوط (بالاك) في احتكاكات أقل خطورة.
أكمل كتابة المقال (بعد يومين) وقد قرأت الصحف الإنجليزية التي وافقتني الرأي بالظلم الذي وقع على (مانشستر) ولكن قلت لنفسي: "أخطاء التحكيم جزء من اللعبة"، ولا يوجد فريق في العالم إلا تعرض للظلم التحكيمي واستفاد منه في مباريات مختلفة، وفي تصوري أن مسئول الفريق الذي يبالغ في نقد التحكيم يؤثر سلباً على معنويات اللاعبين، حيث سيجدون في الحكم شماعة لإخفاقهم، وربما أخطأ (فيرجسون) حينما انفعل على الحكم قبل تسديد ركلات الترجيح التي خسرها الفريق.
أعود للمباراة للتأكيد على أهمية إقامة مباراة مماثلة في الروزنامة السعودية، حيث يلتقي بطل الدوري وبطل الكأس على مباراة يذهب ريعها للجمعيات الخيرية، والريع يشمل حقوق النقل التلفزيوني ومبيعات التذاكر ورعاية المباراة، وقد لاحظت أن الراعي لتلك المباراة (ماكدونالد)، ونتطلع منها ومن مثيلاتها رعاية مثل هذه المباريات وأكثر من ذلك، حيث ترعى الشركة عدداً من الأندية العربية وننتظر منها رعاية أحد الأندية السعودية كبداية لفتح سوق الاستثمار في الرياضة خارج مثلث الاتصالات.
كما أعجبني في المباراة تسليط الكاميرا على اللقطات الإيجابية لجماهير الناديين يجلسون بجوار بعضهم البعض دون حواجز أمنية، بل يتبادلون الحوار الباسم دون تعصب أو حساسية، كما تحرص الكاميرا على تسجيل لحظات سلام نجوم الفريقين ومدربيهم على بعضهم لترسيخ أخلاقيات الرياضة، في حين تتفنن بعض كاميرات إعلامنا في التركيز على اللقطات السلبية، بحثا عن الإثارة على حساب الوعي.
وأختم بالتذكير بالفارق بين نصفي المقال، لعل في ذلك ما يقنع المسئولين في أنديتنا بعدم التصريح بعد نهاية المباراة مباشرة، كما قررت عدم الدخول في حوار تحت تأثير لحظة الغضب والتعصب.. وعلى منصات الوعي نلتقي.