2009-09-05 | 18:00 مقالات

الوفاء والولاء

مشاركة الخبر      

في الإدارة اليابانية تتعامل الشركات بوفاء منقطع النظير مع موظفيها فتوفر لهم جميع سبل الراحة ولا تتخلى عنهم في الشدائد ولا تستغني عن خدماتهم إذا انخفضت إنتاجيتهم، والموظف الياباني يقابل هذا الوفاء بالولاء فيخلص في عمله ولا ينتقل إلى شركة أخرى مهما كانت المغريات.
"الوفاء والولاء" صنوان لا يفترقان، أحدهما يجذب الآخر وينمو معه، وقد لفت نظري لقاء مع مدافع "مانشستر يونايتد" الفرنسي "باتريس إيفرا"، الذي قال إنه يخطط لأن يكون ضمن كوكبة نجوم النادي المساهمين في صناعة تاريخه، حيث قال: "أشعر بأنني أحمل تاريخ مانشستر على كتفي كلما لبست فانيلة المباراة"، ويضيف: "إنني أرى كيف يتم تكريم نجوم مانشستر القدامى كلما حضروا للنادي، فيجلسون في المنصة ويحظون بالرعاية الخاصة، في وفاء يندر مثيله في أندية العالم، أتمنى أن أكون مثلهم حين أعتزل".
"الوفاء والولاء" مفقود في الأندية السعودية، فمن تعرفون من الأندية السعودية يضع برنامجاً خاصاً للنجوم القدامى يعكس وفاء النادي تجاه من خدموه، ليقابل ذلك بولاء منهم للنادي. لن أسمي النجوم والأندية، ولكن تخيلوا معي نجماً كبيراً اعتزل قبل سنوات، ووصل فريقه للمباراة النهائية وقرر حضور المباراة مع أبنائه، فما هو السيناريو المتوقع؟ هل سيتولى النادي ترتيب كافة الأمور المتعلقة بحضور المباراة، أم أن على النجم المعتزل أن يشتري تذاكره ويحضر كأي مشجع آخر؟
"الوفاء والولاء" في شهر رمضان جاء هذه المرة من الاتحادين السعودي والآسيوي لكرة القدم، في تكريم شخصيتين رياضيتين رحلا عن هذه الدنيا الفانية، هما "عبدالله الدبل وفهد الدهمش"، بعد أن قدما خدمات جليلة للرياضة على الصعيدين المحلي والقاري، وهما يستحقان أكثر، وفي الوطن رجالات ينتظرون لمسات وفاء مماثلة، فكم وطننا بحاجة لغرس ثقافة الوفاء التي سيقابلها الولاء للأوفياء.
"الوفاء والولاء" ثقافة تفتقدها الغالبية العظمى من المنظمات السعودية في القطاعين العام والخاص، وكما بدأت باليابان أختم بقصة أعرف أبطالها، حيث كان أحد المعارف يعمل في إحدى الجامعات السعودية، وكان مثالاُ للموظف المخلص الذي نذر نفسه للعمل على حساب عائلته، حيث كان يقضي معظم ساعات اليوم في رحاب الجامعة، وشاءت إرادة الله أن تأتيه المنية وهو على رأس العمل، فتوفي في الجامعة التي يحب. وكنت في بيت المغفور له – بإذن الله – في اليوم الثاني من العزاء، حين جاء اتصال فأجاب عليه كبير الأبناء، وكان من الموظف البديل لوالده يقول: "لقد توفي والدك وفي عهدته سيارة الجامعة التي وجدناها في المواقف ولكن لم نجد(العفريتة) فإما أن تحضروا لنا عفريتة بديلة أو تدفعوا قيمتها". أترك لكم التعليق، ولعل في القصة إضافة لخواطر "الشقيري"، فالفارق واضح في ثقافة "الوفاء والولاء" بين اليابان والسعودية... وعلى منصات الوفاء والولاء نلتقي.