999
عشقي للأرقام يجعل حديث اليوم خاصاً عن تاريخ 09 ـ 09 ـ 09م، وسأربطه بقصة إنجاز وإعجاز تسجل بماء الذهب، لعلنا نقتبس منها العبرة ونغير بعض سلوكياتنا التي تعطل عجلة النمو والتقدم في هذا الوطن الغالي الذي نعشق ترابه، وفي السطور التالية حقائق وأرقام تبين الفارق بين من يركض ومن يحبو.
في العامً 1999م كنت أعمل مستشاراً غير متفرغ في مكتب معالي وزير المواصلات الدكتور ـ ناصر السلوم، وتحدثت معه عن حلمي وحلم جميع سكان الرياض بإيجاد حل لمعضلة الزحام المروري، وذكرت أن أول ميترو أنفاق في لندن تم تدشينه عام 1863م(قبل 146سنة)، حين كان سكان مدينة الضباب أقل من نصف سكان الرياض، وعلمت من معاليه أن شركات عالمية متخصصة قد قدمت الدراسة تلو الدراسة، وتركت مكتب الوزير بعد ثلاث سنوات واللجان لازالت تدرس المشروع الحيوي الميت.
وفي العام 2004م، عملت مستشاراً في "الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض"، وهي من أكثر الدوائر الرسمية كفاءة وإنتاجية، وفرحت حين علمت بأن مشروع "قطار الرياض" أصبح من اختصاصات الهيئة، واطلعت على الدراسات الفرنسية للمشروع الحيوي، وغادرت الهيئة والدراسة لم تتحول إلى حيز التنفيذ، وأسمع كثيراً ومن كثير من الدوائر الرسمية أن "وزارة المالية" تقف حجر عثرة في طريق هذا المشروع والعهدة على الرواة.
وفي العام 2006م كنت في دبي مع د ـ محمد الكمالي المستشار القانوني للشيخ محمد بن راشد المكتوم، وذكرت له معاناة السطور الماضية، فأخبرني أنهم يعقدون حينها اجتماعات لإيجاد حل لمشكلة الزحام في دبي التي لا يبلغ سكانها ربع سكان عاصمتنا الحبيبة، وإن الحلول المطروحة للنقاش تتمحور حول ثلاثة خيارات هي توسعة الطرق ونظام الرسوم والقطار، وبعد فترة وجيزة أبلغني المستشار(الذي يستشار) أن القرار الحكيم صدر بتنفيذ الخيارات الثلاثة وتحديد تاريخ 09 ـ 09 ـ 2009م موعداً لإنجاز العمل.
اليوم هو 9 ـ 9 ـ 2009م سيتم تدشين قطار دبي كآخر الحلول الثلاثة بعد أن تمت توسعة شرايين المواصلات وتطبيق نظام "سالك" لرسوم الطرق السريعة، ومن لا يصدق فعليه اليوم أن يشاهد الحدث على شاشات التلفزيون، حيث تثبت دبي مرة بعد مرة أنها نموذج للإنجاز والقدرة على محاكاة أكثر مدن العالم تقدماً، رغم الأزمة المالية التي راهن كثيرون على أن دبي ستكون أكبر ضحاياها، فالإنسان الخليجي قادر على تحقيق المستحيل، متى وفرت له بيئة العمل المناسبة وصلاحية اتخاذ القرار الفعال، وعند"مطر الطاير"الخبر اليقين.
ولأن الشيء بالشيء يذكر، ففي مدينة الرياض عمارة على طريق الملك فهد بدأ ترميمها عام 2005م وكتب عليها 07 ـ 07 ـ 07 كموعد لانتهاء الترميمات، وأذكر أنني تحديت طلابي في الجامعة أن يتحقق الوعد، وبعد عامين وشهرين ويومين من الموعد المحدد لم تنته الترميمات في العمارة الصغيرة، فصرخت: يا قلب (إحزن)... وعلى منصات الإنجاز نلتقي.
* عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم