2009-09-12 | 18:00 مقالات

التحيز للتفاصيل

مشاركة الخبر      

"تحيز للتفاصيل" شعار جريدة الرياضية، والحكمة الإنجليزية تقول:"It's all in the details"
لقد خسرنا التأهل الخامس لكأس العالم بسبب إهمال التفاصيل، هذا هو رأيي المتواضع الذي كنت ولازلت وسأظل أردده حتى يتعدل الحال أو يجف الحبر وأتوقف عن كتابة المقال، فالأخطاء تتكرر بغباء لا يتناسب مع17عاماً من الاحتراف، ولا يليق بنجوم الدوري الـ16 على مستوى العالم. ورغم أن صوتي الضعيف سيضيع بين أصوات أقوى تناقش قضايا أخرى، فإني سأعيد ما كتبته مراراً لعل التكرار يعلم الشطار من نجوم الكرة السعودية، حتى لا تتكرر الخيبة تلو الأخرى بسبب إهمال التفاصيل.
"احترام الخصم" كتبتها عناوين لمقالات، ورددتها في ثنايا أحاديث إعلامية كثيرة، حتى ضاق الصديق "بندر التركي" من تكرارها وقال: "يا أخي خلاص عرفنا أهمية احترام الخصم"، ولكن نجومنا لم يستوعبوا الدرس، وعناوين الصحف يوم المباراة تحمل تصريحات مفرطة في الثقة تؤكد أن الفوز في الجيب قبل بدء المباراة. لم نحترم المنتخب الشقيق الذي تفوق علينا في المباراتين لأنه أحترم منتخبنا.
"قتل الكورة وأكل الوقت" تعددت المصطلحات والمعنى واحد، حيث يجب على اللاعبين الاحتفاظ بالكرة في ملعب الخصم في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة إذا كان الفريق متقدماً بهدف واحد، وهذا ما فعله "محمد نور" في مباراة إيران في قلب طهران، حيث أكل لوحده أربع دقائق من عمر المباراة، وكم كنت أتمنى أن الكرة الأخيرة ذهبت له، ولكن قدّر الله وما شاء فعل، حيث تكرر سيناريو مباراتنا مع تونس في كأس العالم 2006م، حيث أسرعنا للعب الضربة الركنية في الوقت الذي كنا نحتاج قتل الكرة وإنهاء المباراة، فكان ما كان، وخسرنا الفوز الأول منذ عام 1994م، كما خسرنا التأهل الخامس بسبب إهمال هذا التفصيل الذي يعرفه ولدي "مشعل".
"حراسة القائم" منذ بداية كرة القدم، وقبل أن أولد وتولدون، وأبسط أبجديات كرة القدم تقول إن مهمة الظهيرين حراسة القائمين أثناء الضربات الركنية، وفي العام 2007م سجلت أوزبكستان هدفها من القائم البعيد الذي نام الظهير عن حراسته، وفي التمرين الذي سبق النهائي قلت لمن تشرفت بالحضور معهم إن القائم الثاني بلا حراسة، فخسرنا الكأس بهدف جاء بنفس الصورة، فهل استوعبنا الدرس؟ كنت أعتقد ذلك حين أنقذ "الزوري" هدفاً في مباراة الذهاب لأنه ببساطة كان يحرس القائم، وخسرنا التأهل لكأس العالم لأن هناك من غفل عن نوبة الحراسة، وهو تفصيل بسيط يعرفه الصغير "ناصر".
علينا أن نهتم بالتفاصيل، وأن نجيب على السؤال الكبير: لماذا يتفاوت عطاء بعض النجوم بين النادي والمنتخب؟، ثم نستوحي التجربة الفرنسية حين لم يتأهل المنتخب لكأس العالم 94م ليعود ويحرز كأس العالم 98م وكأس أمم أوروبا 2000م.. وعلى منصات التفاصيل نلتقي.