المترو وخط البلدة
وصلني عشرات الإيميلات بعد مقال 999 الذي تحدث عن إنجاز دبي بتدشين خط المترو العملاق في الساعة التاسعة وتسع دقائق وتسع ثوان من اليوم التاسع للشهر التاسع في العام التاسع بعد الألفين، وكان أكثرها ظرافة تلك التي تقارن بين مترو دبي وحافلات خط البلدة في الرياض، ولعلها وصلت لكم.
ولذلك سأكتب مقال اليوم حول تلك المقارنة، على اعتبار أن المترو يمثل التقدم والتطور والتميز، بينما خط البلدة يمثل العكس، وعليك عزيزي القارئ أن تعقد مقارنتك الخاصة وترسلها عبر موقع الجريدة أو الرسائل النصية لأن رأيك مهم، ومنه أستلهم الكثير من الأفكار فزاوية "منصات" منكم وأليكم.
"المترو" النظيف الحديث الراقي، يذكرني بالملاعب الأوروبية التي يمثل حضور المباراة فيها متعة لجميع أفراد العائلة، حيث تقنية الحصول على التذكرة والدخول للملعب والجلوس على الكرسي تتم بيسر واحترافية مع الحفاظ الكامل على كرامة الإنسان، كما يوجد في الملعب كافة الخدمات الراقية التي تبدأ بالمطاعم وتمر بمحلات بيع المنتجات ولا تنتهي عند دورات المياه الصالحة للاستخدام الآدمي، مع وجود غرف خاصة يمكن تأجيرها لمدد طويلة أو بيعها على الشركات كأهم وسائل استعادة تكاليف بناء الملعب.
"المترو" دقيق المواعيد منظم الرحلات، يذكرني ببطولات الدوري الأوروبي التي نعلم جميعاً متى تبدأ ومتى تنتهي، فيمكنك الحجز من الآن للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا في برنابيو(مدريد) أو نهائي كأس إنجلترا في ويمبلي(لندن)، أو ربما تفضل أن تبدأ إجازة عيد الأضحى من نوكامب(برشلونة) لحضور الكلاسيكو.
"المترو" السريع القوي الذي يحافظ على سرعته وقوته، يذكرني بالنجم الأوروبي المحترف الذي يصل إلى قمة مستواه بين 28-32 سنة، بل إن "راين قيقز" يقدم أفضل مستوياته ويحصل على جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي وهو يناهز السابعة والثلاثين، كما أن "باولو مالديني" تجاوز الأربعين وهو يمثل حجر الزاوية في فريقه، والسبب ببساطة هو سلامة التأسيس والاحتراف المثالي.
"المترو" المريح لجميع حواس الإنسان، يذكرني بالقنوات الفضائية المريحة للعين والإذن والجيب في نفس الوقت، حيث نقاء الصورة وجودة التحليل وروعة التعليق ومعقولية أسعار الإشتراك، ولعلي أبارك لجميع الجماهير السعودية نقل الدوري السعودي على قنوات الجزيرة الرياضية التي ستحدث نقلة نوعية سنشاهد أثرها في عقد النقل التلفزيوني المقبل بإذن الله.
تلك كانت بعض أمثلة "المترو" في الرياضة العالمية، وأترك لك عزيزي القارئ اختيار أمثلة معاكسة تمثل "خط البلدة" بكل ما فيه من بدائية وعشوائية وارتجالية وفوضى، مع التأكيد على أن القيادة الرياضية حاولت جاهدة نقل الرياضة السعودية من عهد "خط البلدة" إلى عصر "المترو"، فإن تطورت رياضتنا فهو بتوفيق الله ثم تخطيط القيادة وجهد المخلصين، وإن تأخرنا فلنبحث عن السبب.. وعلى منصات التطور نلتقي.