قطر 2022
هل تخطط عزيزي القارئ لخمس سنوات مقبلة؟ وهل تعرف من يخطط لمثل هذه المدة أو أكثر منها بعام أو عامين؟ لا أظن فنحن مجتمع لا نفكر بطريقة بعيدة المدى، فحياتنا تسير بطريقة ارتجالية تحكمها أحداث اللحظة وردود الأفعال، فلا نحجز للسفر إلا في الوقت بدل الضائع فندفع أسعاراً مضاعفة ونبحث عن ألف واسطة، كل هذا يحدث لأننا نفتقد ثقافة التخطيط بعيد المدى، ولكن بوارق الأمل موجودة.
فحين يضع الأمير سلطان بن فهد خارطة طريق الخصخصة للسنوات الخمس المقبلة، فإن هناك أملاً. وحين يحدد الأمير نواف بن فيصل أهداف هيئة دوري المحترفين السعودي للعام 2013م، فإن الأمل يزداد. وحين تشاهدون ما شاهدت في مؤتمر "القادة في كرة القدم" الذي أقيم في نادي "تشلسي" اللندني ستشعرون بالأمل والفخر معاً.
فقد جلس على المنصة شاب خليجي أنيق، يتحدث بلغة إنجليزية رائعة، ويجيب على الأسئلة الصعبة بثقة متناهية. كان الشاب "الشيخ محمد بن حمد آل ثاني" وكان الحديث عن تقديم قطر لطلب استضافة نهائيات كأس العالم 2022م(أي بعد ثلاثة عشر عاماً من الآن). أي طموح هذا الذي تملكه هذه الدولة الخليجية؟ فقد قدمت قبل ذلك ملفاً رائعاً لاستضافة أولمبياد 2016م، وذهب القرار إلى ريو البرازيل، ويقيني أنها ستقدم على استضافة الدوحة لـ2020 وستستمر في التقديم حتى يتحقق الحلم باستضافة الأولمبياد.
نعود إلى كأس العالم، فالملف القطري يحمل في طياته إيجابيات لا يحملها أي ملف آخر في تاريخ البطولة، فيكفي أن نعرف أن بإمكان المنتخبات والجماهير عدم تغيير مقر السكن طيلة كأس العالم، وفي ذلك راحة كبيرة للمسئولين عن التنظيم في الدول المشاركة. كما أن قطر تنوي جلب أفضل التقنيات للسيطرة على الطقس أثناء المباريات، وهو أمر لم تطبقه أمريكا 94 ومع ذلك لم يعترض أحد على حرارة الأجواء. كما أن القدرة المالية القطرية ستضيف المزيد من وسائل الراحة وكرم الضيافة.
كسعودي افتخر بالطموح الخليجي، وأجد في الشيخ "محمد" صورة رائعة للشاب القيادي الناجح، فقد رأيت ذلك عن قرب في الأمير نواف بن فيصل، كما شعرت بذات الإحساس مع بدايات الشيخ عبدالله بن زايد الذي أخذته السياسة عن الرياضة فخسرت رياضة الإمارات ولا زالت.
إنها فرصة لتوجيه دعوتين صادقتين من القلب، الأولى لدعم الملف القطري لاستضافة نهائيات كأس العالم2022م، فهو نجاح لمجلس التعاون وشباب الخليج، والثانية لدعم القيادات الرياضية الشابة في المنطقة فهم بحاجة إلى الوقت لتحقيق أهدافهم والمشورة السديدة لتوضيح مسارهم والثقة في قدراتهم لمواصلة طريقهم في قيادة الرياضة الخليجية نحو العالمية. إنها مسئولية الجميع بالعمل الصادق لمساعدة القيادات الرياضية الخليجية على تحقيق طموح شباب الخليج، فهل نفعل؟.. وعلى منصات القيادة نلتقي.