جاب الغنايم
في موروثنا الثقافي نقول "من طول الغيبات جاب الغنايم"، ومع طول مدة الغيبة واشتهار الغائب بالكرم تزداد التوقعات بكثرة الغنائم. ويقيني أن جميع أفراد الشعب السعودي يتوقعون الغنائم والخير مع عودة وجه الخير الذي طال غيابه عن الوطن، فكانت عودته بلسماً لجراح الكثيرين، حيث نعلم أن بشائر الخير ستهطل على الجميع متزامنة مع هطول أمطار الخير هذه الأيام.
"سلطان بن عبدالعزيز" دولة في رجل، فتاريخه الطويل يشهد بالحنكة والحكمة التي أسهمت في إرساء دعائم هذا الوطن الغالي، حيث كان ولا يزال وزيراً للدفاع عن هذه الأرض الطاهرة، والكل يشهد أن شبراً منها لم تدنسه أقدام الطامعين في العهد المديد لوزارة سلطان الدفاع، ولذلك يفرح الوطن ويستبشر بعودة الأسد إلى عرينه، ليواصل رحلته المظفرة في الدفاع عن مملكته التي تحبه.
"سلطان بن عبدالعزيز" طلق المحيا، لم أشاهده يوماً إلا مبتسماً بصدق يشع من وجهه الصبوح المتخصص في رسم البسمة على شفاه المكلومين، فلا أنسى ما حييت لقاءه بذلك الطفل المعاق الذي طالب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام أن يشتري له سيارة ويقودها الأمير بنفسه ويطلب من الأطباء أن يعالجوه، فكان رد "طلق المحيا" أن ضحك وقال: "على هالخشم"، حينها دمعت عيني وأنا أشاهد الطفل محمولا على يد الأمير، يضع يده في فمه الباسم فيقوم "أبا خالد" بتقبيل يد الصغير الذي قال: أنا أحبك، فكان الرد: "وأنا بعد أحبك"، ولذلك فإن مشاعر الحب تسيطر على الجميع بعودة المحبوب.
"سلطان بن عبدالعزيز" رجل الكرم والمكارم، فلا أعرف أن شخصاً قصده في أمر وخرج من مجلسه خائباً، فخيره للجميع يشمل به القاصي والداني دون تمييز أو محاباة، فالحقوق عنده تعطى والحاجات عند بابه تقضى، ولم يذكر سلطان إلا والجود معه، فكأنهما وجهان لعملة واحدة، فسلطان الجود والجود سلطان، ففي وقت يحصي فيه غيره ما أنفق في وجوه الخير، تعجز الأقلام والصحف عن إحصاء مكارم رجل الجود الذي يجود بما يفوق معاني الجود، ولذلك فليبشر الوطن أن الغنائم مقبلة بقدومه الميمون.
"سلطان بن عبدالعزيز" رمز الإنسانية، فالمؤسسة التي تحمل اسمه ويشرف عليها نجله "فيصل"، تكاد أفضالها تغطي جميع الجوانب الإنسانية من الطفولة حتى الكهولة، والزائر لمدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية شمال مدينة الرياض يبهر بهذا الصرح الشامخ الذي يحمل من سجايا سلطان كل أهدافه ورؤيته ورسالته. ولذلك فالإنسانية جمعاء سعيدة بسلامته وتدعو له بطول العمر في صحة وعافية.
ولعل البشرى لشباب الوطن، فقد عاد سلطان وفي عودته غنائم ستشمل قطاع الشباب دون شك، وستحمل لكم الأيام المقبلة ما يفرح الجميع، مجسداً صحة المثل القائل: "من طول الغيبات جاب الغنايم"..وعلى منصات سلطان الجود نلتقي.