2009-12-16 | 18:00 مقالات

إنقاذ الاتحاد العربي

مشاركة الخبر      

 عقد في الرياض مؤتمر هام بعنوان "تطوير الاتحاد العربي لكرة القدم"، وفي رأيي المتواضع أن العنوان المثالي لهذا المؤتمر هو "إنقاذ الاتحاد العربي لكرة القدم"، فنحن العرب نثبت عاماً بعد عام مصداقية المقولة التي تقول: "اتفق العرب ألا يتفقوا"، فالبطولات والمباريات العربية تشهد تشنجات لا مبرر لها، ولعل أحداث مباريات الجزائر ومصر لا تزال عالقة في الأذهان، بل إن تأثيراتها وصلت للمؤتمر بانسحاب سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري (لأسباب خاصة) أتوقع أن يكون لها علاقة بتلك المباراة(القضية)، مع يقيني بأن تلك المباراة لن تكون(قضية) لو كان أحد طرفي المباراة غير عربي.
أعود للمؤتمر والاتحاد العربي، للتأكيد على أن أي اتحاد في العالم يتطور بتطور مسابقاته التي تشكل العمود الفقري لكل أعمال الاتحاد وفي مقدمتها الموارد المالية. واتحادنا العربي كانت لديه بطولة الأندية أبطال العرب التي يشارك فيها في الغالب(غير الأبطال) نظراً لارتباط الأبطال بالمسابقات القارية وصعوبة مشاركة البطل في أكثر من بطولة، لأن ذلك يعني إرباك الروزنامة المحلية للاتحادات الأعضاء. ولذلك بدأت البطولة تفقد بريقها ثم توقفت هذا الموسم بشكل وجه ضربة موجعة للاتحاد العربي الذي يعاني من ضعف الدعم المادي واللوجستي من الدول الأعضاء.
ولذلك فالمهمة صعبة جداً في إنقاذ هذا الاتحاد الإقليمي الذي لا يحظى باعتراف الاتحاد الدولي لأنه يقوم على روابط عرقية ولغوية وليس على الرابط الجغرافي الذي يستند عليه "فيفا" في التقسيمات التي يقرها، ولذلك تزداد المهمة صعوبة حيث يكون الدعم ضعيفاً من الاتحاد الدولي. وتصبح المهمة مستحيلة إذا لم تتضافر الجهود العربية لإنقاذ اتحادهم الكروي الذي وجد لأجل زيادة التقارب ومد جسور التواصل بين الأشقاء العرب.
ولكنني متفائل بطبعي، وزاد تفاؤلي لسببين جوهريين: الأول هو الدعم الكبير من قبل خادم الحرمين الشريفين والمتمثل في تخصيص 15 مليون ريال لإنشاء مقر جديد للاتحاد العربي لكرة القدم، ويقيني أن هذا المشروع سيشكل حجر الزاوية لتنظيم البيت من الداخل وإيجاد مكاتب للجان العاملة لتؤدي عملها بالشكل المطلوب. والسبب الآخر تفويض الأمير سلطان لعضده الأيمن الأمير نواف بمهمة النائب التنفيذي المعني بتسيير أمور الاتحاد، وقد تعودنا على إنجاز العمل مع النائب الذي لا يكل ولا يمل من العمل المجهد ليل نهار.
 بقي أن أناشد الجميع بالوقوف قلباً وقالباً مع الاتحاد العربي إن كانت النوايا صادقة لإنقاذه وإعادة مسابقاته على مستوى المنتخبات والأندية، وأتوقع أن وضع الحلول الوسط التي لا تضر بالاتحادات الأعضاء ولا تعطل الاتحاد العربي كفيلة بوضعنا على الخطوة الأولى من طريق العلاج. والأيام القليلة المقبلة ستضع بعض النقاط على بعض الحروف لنعرف هل سيتم إنقاذ الاتحاد العربي أم أننا سنعود لمقولة "أتفق العرب على ألا يتفقوا".. وعلى منصات الإنقاذ نلتقي...