أفضل لاعب
بعد غد يعلن الاتحاد الدولي "فيفا" جائزة أفضل لاعب في العالم، وقد تكون النتيجة محسومة للنجم الأرجنتيني الفذ "ليونيل ميسي"، ولعلي أبارك مقدماً للزميل الكتالوني "سعد السبيعي"، وأعلن هنا إنني لن أغضب ولن أعترض لعدم منح الجائزة مرة أخرى لأفضل نجم من وجهة نظري الخاصة "كرستيانو رونالدو"، الذي يسجل جميع أنواع الأهداف بجميع أجزاء جسمه ومن كل أرجاء الملعب، وهو نجم قادر على حمل فريق كامل بإبداع لم يتكرر منذ الأسطورة "مارادونا".
ولكنني أؤمن بأن الموهبة والإنجازات يكملان بعضهما البعض في معايير منح الجائزة، ولذلك فحصول "برشلونة" على أربع بطولات في الموسم الماضي سيكملها اليوم ببطولة أندية العالم، والدور الهام الذي لعبه المذهل القصير كفيل بمنحه اللقب المستحق. وهنا يجب أن نتعرف على المعايير قبل أن نصدر أحكام الرضا أو الغضب على نتائج الاستفتاءات، التي تشكل مشكلة مزمنة في عالمنا العربي.
أعجبني "كرستيانو" وهو يرشح "ميسي" للجائزة قبل أن تعلن نتائج الجائزة الثانية في الأهمية "فرانس فوتبول"، وهو بذلك يضرب مثلاً في التعامل الراقي مع الجوائز والألقاب، والأجمل أن النجمين المتنافسين في بداية العشرينات، مما يعني أن أمامهما عشر سنوات من الإبداع إن سلما – بإذن الله – من آفة الملاعب (الإصابة) أو مدمرات النجوم(السهر والخمر والتدخين).
ولعلي أتوقف عند نجمين عالميين أتذكرهما في يوم الجائزة، الأول هو "ديفيد بيكام" الذي جاء ثانياً في عام 1999م خلف "ريفالدو" رغم أن النجم الإنجليزي حقق مع "مانشستر يونايتد" رباعية الدوري والكأس ودوري الأبطال وبطولة العالم، وحزنت وقتها لأن "بيكام" نجم مثالي بكل المقاييس وهو لازال يرسم إبداعاته في أمريكا وإيطاليا في الوقت الذي اختفى "ريفالدو" بعد كأس العالم 2002م، حتى وصل به الأمر للعب في أوزبكستان، ووقتها كنت أشد تعصباً وأكثر حماساً، فكتبت معترضاً وغاضباً على مسار الجائزة.
والنجم الثاني هو "رونالدينيو" الذي أبهر العالم وفاز بالجائزة عن جدارة لعامي2004 و2005، وفجأة ضل طريق الانضباط فتراجع مستواه، وبدأ يفقد مكانته عند مدرب وجماهير "برشلونة"، إلا أن هناك من كان يضلله بإقناعه بأنه لازال السوبر ستار الذي يقوم الفريق على وجوده ولايمكن الاستغناء عنه، ولذلك استمر مستواه في التدهور حتى جاء القرار الحاسم بتسريحه غير مأسوف عليه إلى "ميلان"، وهناك لم يجد لنفسه مكاناً في الدوري التكتيكي الأول في العالم، فاقتنع أخيراً بأنه فقد سحره وإبداعه بسبب اللهو غير البريء الذي دمر الكثير من النجوم، فعاد"رونالدينيو" للإبداع وأصبح الرقم الأهم في مسيرة الفريق. والقصة تهمني لأن في أنديتنا نجوم ضلوا طريقهم ولكنهم يعيشون فترة خداع النفس، وهم بحاجة إلى صوت عقل يوضح لهم الحقيقة التي سنعود لها في مقال مقبل..وعلى منصات الجوائز نلتقي.