المقال 100
تركض الأيام بسرعة مذهلة ونحن لا نشعر بها، فكأنني بالأمس القريب بدأت كتابة "منصات"، ولكنني اليوم أكتب لكم مقالي المئوي، ولذلك قررت أن يكون المقال خاصا بكم أحبائي القراء. حيث غمرتموني بفضلكم في التواصل مع الزاوية من خلال موقع الجريدة أو الرسائل عبر رمز المقال أو بريدي الإليكتروني أو صفحتي على الفيس بوك، يضاف إلى ذلك الاتصال المباشر، وفي كل الأحوال كنت أسعد بكل تواصل يربطني بالقارئ الكريم حيث قناعتي أن قيمة الكاتب والكتابة مرتبطة بالقارئ قبل كل شيء.
بعضكم يثقل كاهلي بحسن الظن بشخصي المتواضع، فيكلفني ما لا أطيق من مسئوليات إضافية، خصوصاً حين يطالبني بالتدخل في شؤون لجان يعنى بها زملاء أكفأ مني وأقدر على تلبية متطلبات المهام التي شرفوا بها، ولكنني في كل مرة أشكر القارئ وأحيله للشخص المناسب قدر الإمكان.
بعضكم يغمرني بفضله حين يقدم اقتراحات بناءة ويطلب من صوتي الضعيف أن يوصلها للمسئول، فأعد بالمحاولة أدعم الفكرة بقلمي الذي يضيع حبره أحياناً في زحمة الأحبار التي تكتب في القضايا الأخرى، مع فخري واعتزازي بكل من يرى أن الزاوية وصاحبها هما المعني بشؤون الاستثمار في الرياضة.
بعضكم ينقد بحدة، خصوصاً حين يتعلق الأمر بميولي الأوروبية، وأشهدكم أنني أفرح كثيراً حين يرتقي الحوار الحاد باستناد على المعلومة الدقيقة التي قد تغيب عني، ويجب أن أسجل هنا احترامي الشديد لكل الأندية المنافسة ذات التاريخ المشرف الذي يسمح لها بمقارعة مانشستر يونايتد وريال مدريد وجوفنتوس.
بعضكم يؤكد على اختلاف لغة الكتابة بعد انضمامي إلى عضوية الاتحاد السعودي لكرة القدم، بل إن الأمر يصل للمطالبة بالتوقف عن الكتابة طالما لم أعد أنقد بنفس الأسلوب الذي كنت أنتهجه قبل العام 2001م، وكان ردي الدائم أنني اليوم أصبحت أقرب من صانع القرار، فصرت قادراً على إيصال صوتي بشكل مباشر دون الحاجة للنقد غير المباشر، وأشهد الله قبل أن أشهدكم أنني سأغلق القلم وأقدم استقالتي حين أكتشف أنني عاجز عن خدمة وطني الذي أحب من خلال الكتابة أو عضوية الاتحادات.
بعضكم يبالغ في النقد وبعضكم يبالغ في الثناء، وتلك من صفات مجتمعنا العاطفي الذي يأخذه الحماس لتضخيم الإخفاقات والإنجازات على حد سواء، ويعلم الله أنني أفرح بالنقد أكثر من فرحي بالثناء، فقديماً قيل: "صديقي من أهدى إلى عيوبي"، وفي كثير من الأحوال لا يكشف الخلل إلا رسالة صادقة من قارئ صريح يكتب من القلب فتصل حروفه إلى القلب لتبدأ بإذن الله رحلة التصحيح.
والأكيد أن (كلكم تمونون على الزاوية وراعيها)، وأتطلع في المستقبل لمزيد من التواصل لتكون الـ100 مقال القادمة أفضل - بتواصلكم - من الـ100 مقال الماضية.. وعلى منصات التواصل نلتقي.