تعلموا من الملك
لو سألتك عزيزي القارئ عن مركز المملكة العربية السعودية من حيث قوة التأثير على مستوى العالم، فأين ستضع وطنك الذي تحب؟
يقيني أنك في وجود القوى السياسية والاقتصادية والعسكرية العالمية ستضع المملكة خارج قائمة العشرين الأوائل – بل ربما الخمسين – إلا أن مليكنا المفدى قدم لي مفاجأة رائعة رفعت بها رأسي عالياً، وذلك حين قدمت مجلة "فورب" العالمية تقريرها عن الشخصيات الأقوى تأثيراً على مستوى العالم، فجاء الملك عبدالله تاسعاً على مستوى جميع الشخصيات، ورابعاً على مستوى رؤساء الدول بعد أمريكا والصين وروسيا. هل تصدقون أن السعودية هي الدولة الرابعة على مستوى العالم؟ بالتأكيد أنكم لا تصدقون.
هنا بيت القصيد ومربط الفرس، فكأن الملك يقول لنا: إن بالإمكان قيادة العالم وتغيير مراكز القوى إذا أردنا ذلك، فقط علينا أن نعمل ونثبت للعالم أننا نستحق التقدير، عندها سيعرف القاصي قبل الداني أننا قادرون على التقدم بسرعة نحو مراكز الريادة في شتى المجالات، ولذلك أدعوكم للتعلم من الملك.
"تعلموا من الملك".. أقولها للرياضيين الذين يرون حلم المنافسة العالمية بعيداً عنهم، فلا يوجد لاعب سعودي يفكر جدياً في اللعب في دوري أبطال أوروبا، مع أن الطريق يبدأ من الأندية الأوروبية الصغيرة وصولاُ للكبيرة، ويقيني أن في ملاعبنا نجوماً أفضل من "جي سونق بارك" الذي يلعب موسمه الخامس مع "مانشستر يونايتد"، كما أنني لا أرى سبباً لعدم حصولنا على ميدالية ذهبية أولومبية حتى الآن.
"تعلموا من الملك".. أقولها لرجال الأعمال الذين يترددون في المساهمة للارتقاء بالمجتمع الذي كونوا من خلاله ثرواتهم، فالبنوك السعودية هي الأولى على مستوى العالم من حيث معدل الأرباح، ولكنها الأخيرة في دعمها لبرامج المسئولية الاجتماعية التي تشكل الرياضة أهمها، فهل تبادر الشركات الكبرى والبنوك لدعم الرياضة بتخصيص نسبة من أرباحها لخدمة المجتمع من خلال الرياضة والشباب، أم تنتظر من "الملك الهمام" قراراً يجبرها على دعم الأندية ورعايتها فتكون بذلك مجبرة لا فضل لها.
"تعلموا من الملك".. أقولها للخطوط السعودية التي وفرت لها الدولة كل الإمكانات ولكنها تخلفت عن الركب فلا توجد في قائمة العشرة الأوائل في أي خدمة تتنافس عليها شركات بدأت حديثاً وتفوقت علينا كطيران الاتحاد والقطرية والإمارات، وقد فشلت كل محاولاتي لإيجاد العذر لمطاراتنا التي نعرف أنها الأكبر مساحة والأكثر تكلفة على مستوى العالم، ولكنها تتذيل الترتيب في جميع المجالات والخدمات.
"تعلموا من الملك".. أقولها لكل شباب الوطن الذين تقف طموحاتهم عند حدود معينة ويستكثرون على أنفسهم أحلام المنافسة العالمية، فها هو مليكنا المفدى يحتل بكل فخر المركز الرابع على مستوى العالم، في تقييم لمجلة عرف عنها الحياد والمصداقية، فهنيئاً لنا بمليكنا ومعلمنا ووالدنا..وعلى منصات التعلم والتفوق نلتقي.