الفكرة الوحيدة
سئلت كثيراً عن أكثر الأشياء ألماً وحزناً في العمل بالمجال الرياضي، وكنت دائماً أقول إن الألم متشابه في أغلب المجالات، وليس هناك أشد ألماً من أن تقوم بدراسة الفكرة ثم الاقتناع بها بشكل لا يقبل الشك، ثم تطرح تلك الفكرة مرة بعد أخرى دون أن تجد لها القبول الذي تؤمن بأنها تستحقه. ليعود السائل مستفسراً عن أهم الأفكار، فتنطلق من لساني دون ترتيب الأولويات والأهمية: تخصيص القناة الرياضية، السقف الأعلى لمجموع رواتب المحترفين، تحويل كأس الأمير فيصل بن فهد إلى دوري مرادف للدوري الممتاز، تحويل مدرجات الدرجة الثانية المقابلة للمنصة لدرجة أعلى لتميز موقعها ولتصبح فاصلاً طبيعياً بين الجماهير، بناء ملاعب أندية خاصة بكرة القدم فقط بدون مضمار أتمنى أن يغطى في الملاعب الحالية، فصل المسابقات عند بيع حقوق النقل التلفزيوني، برامج المسئولية الاجتماعية وأهمها مباراة الدرع الخيرية بين بطلي الدوري والكأس، اللاعب الأجنبي التركي.
ويكون السؤال التالي مطالباً باختيار فكرة واحدة من بين جميع الأفكار، فأختار الفكرة الأشمل التي أجزم أنها ستحل الكثير من مشاكل الرياضة السعودية.
الفكرة باختصار بناء مجمع مدارس متكامل التجهيزات(ابتدائي، متوسط، ثانوي)تابع لوزارة التربية والتعليم بجوار الأندية الرياضية، وتشرف اللجنة الأولومبية السعودية على البرنامج الرياضي بالمدرسة، فتزيد عدد حصص الرياضة، ويتم تعديل المناهج بحيث تكون جميع المواد ذات نكهة رياضية، فتكون مسائل الرياضيات عن سرعة الكرة ومسافة الخطأ، وتكون الفيزياء عن أبعاد الملاعب المختلفة والكرات المستخدمة فيها، وتكون المواد الأدبية عن الشأن الرياضي حسب المستوى الدراسي. ولا يقبل في تلك المدرسة إلا الموهوبون رياضياً في جميع الألعاب فيحصلون على التعليم والتدريب والتغذية تحت سقف واحد، ويسجلون في النادي المجاور للمدرسة ويستفيدون من منشآته. لنصنع الرياضي المحترف المثقف المتعلم.
كتبت هذه الفكرة بصيغ مختلفة، مرة في الحديث عن دور وزارة التربية والتعليم، ومرة عن حصة الرياضة اليتيمة، ومرة عن المدارس الأوروبية وتعليم نجوم الرياضة، ومرة عن ابن عمي نصف الأمريكي الذي اختار جامعة في أمريكا لأن لديها برنامج كرة قدم متميز يمكنه من تعلم فنون اللعبة مع إكمال تحصيله العلمي، ولكن الفكرة لم تجد من يحملها إلى المسئول لتصبح واقعاً يغير وجه الرياضة.
اليوم أضعها أمامكم للمرة الأخيرة متمنياً أن يحملها من هو أقدر مني، لتصل لوزير التربية والتعليم أو ربما للملك العاشق للتغيير والتطوير، ومن أراد المزيد من التفاصيل فالوصول إلى كاتب السطور سهل جداً عبر جميع وسائل التواصل، ويقيني أنني سأنام قرير العين إذا طبقت هذة الفكرة الوحيدة.
منصة السؤال: ما الفكرة التي تود – عزيزي القارئ – أن تراها مطبقة في الرياضة السعودية، وتتوقع أنها ستصنع الفارق الذي نحلم به؟..وعلى منصات التفكير والتغيير والتطوير نلتقي .