كابتن المنتخب

"جون تيري" ربما يكون المدافع الأغلى في كرة القدم، فمرتبه الأسبوعي قرابة المليون ريال، وهو بالمناسبة يستلم مستحقاته أولاً بأول وليس كحال النجوم في بعض أنديتنا، ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد ضحكت – وشر البلية ما يضحك – حين قرر الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم عقد اجتماع عاجل مع مسئولي نادي "بورتسموث" لأن النادي تأخر في تسليم رواتب اللاعبين مدة "خمسة أيام"، وقلت حينها إن تلك بصمة الإدارة السعودية بعد شراء "علي الفرج" للنادي، وترحمت على حال بعض محترفينا.
أعود لكابتن المنتخب الإنجليزي الذي اعترف بخيانة زوجته مع صديقة لاعب آخر، بعد أن تولت الصحافة الشعبية نشر الفضيحة بالصور والعناوين، فبدأ الإعلام يطرح السؤال الهام: هل يستحق "تيري" أن يرتدي شارة القيادة في نهائيات كأس العالم بعد هذه الفضيحة؟
وتباينت ردود الفعل بين مؤيد ومعارض، فغالبية الكتاب يرون أن قائد المنتخب يجب أن يكون مثلاً يحتذى خارج الملعب لكي يتمكن من التأثير الإيجابي على الفريق داخل الملعب، ولذلك يطالبون "كابيلو" بسحب الشارة وإعطائها لأكثر النجوم انضباطاً داخل الملعب وخارجه. والحقيقة المرة أن النجوم المنضبطين أندر من موظفي بعض الأمانات الذين تفضحهم فوضى الأراضي والشوارع والباعة المتجولين والأنظمة التي تطبق بمزاجية، ولذلك فإن خيارات المدرب قليلة.
في المقابل فوجئت بتوقيع نجوم المنتخب على وثيقة تطالب المدرب بعدم الاكتراث بما يحدث خارج الملعب، مع تأييد اللاعبين لقائدهم الذي أوصلهم إلى جنوب أفريقيا، مؤكدين أن تغيير الكابتن في هذا الوقت سيؤثر سلباً على مسيرة الفريق واستقراره، ولذلك فهم يطالبون الجميع بمسامحة الكابتن.
وقد أكد رئيس الاتحاد الإنجليزي "لورد تريزمان" والمدير التنفيذي "أيان وترمور" أن الشخص الوحيد المعني بالقرار النهائي هو مدرب المنتخب "كابيلو"، الذي بدوره قال بأنه يعلم بكل التفاصيل ولكنه لن يتخذ القرار النهائي إلا بعد هدوء العاصفة، حيث يتواجد النجم وزوجته في "دبي" بعيداً عن العيون لإيجاد مخرج ينقذان من خلاله حياتهما الزوجية ويحاولان إعادة الاستقرار للبيت الذي أصبح في مهب الريح.
أكتب ما تقدم وقناعتي لا حدود لها أن كابتن الفريق يمثل أهم ركائز النجاح في النادي والمنتخب، ولذلك أربط بين إخفاقات الكرة السعودية في الأعوام الأخيرة وغياب الكابتن المثالي الذي يلعب دور القائد والمدرب داخل الملعب، فيتطلع له الفريق ليقودهم إلى النجاح ويجمعهم على قلب رجل واحد، ويمثلهم أمام القيادة الرياضية فيتحدث بصوتهم ويدافع عنهم بحيث ينعكس ذلك إيجاباً على ولائهم للقائد والشعار، فما أحوج الكرة السعودية لقادة من طراز بيكنباور ومور وبويول وكانافارو وبراين روبسون.
منصة السؤال: من أفضل كابتن منتخب في تاريخ الكرة السعودية، ومن ترشح لشارة القيادة من نجوم اليوم؟..وعلى منصات القيادة نلتقي.