2010-02-06 | 18:00 مقالات

قناتنا الرياضية

مشاركة الخبر      

الانتماء الوطني يحتم علينا التحيز لقناتنا الرياضية السعودية، مؤملين أن تتفوق على مثيلاتها، ولا أخفيكم سراً إنني أتمنى أن تتحرر من سيطرة الجهاز الحكومي عن طريق التخصيص للتتمكن من المنافسة على حقوق نقل البطولات والمسابقات المحلية والعالمية، وقد فرحت كثيراً بتولي الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز مسئولية الإشراف العام على القناة، أملاً أن تكون خطوة في الطريق الصحيح نحو التخصيص الذي أرى أنه المنقذ الوحيد للقناة التي تصارع من أجل البقاء.
من يصدق أن القناة الرياضية تعجز عن تسويق برامجها على الرعاة والمعلنين، ومن يصدق أن هناك برامج مميزة قدمت للقناة برعاتها ومقدميها ومعديها.. لا تكلف القناة ريالاً واحداً بل تجلب لها المال، ولكن البرامج ضاعت في دهاليز البيروقراطية التي تعطل رحلة النماء والتطور.
في قناتنا الرياضية خامات شبابية متميزة، ولكن الإحباط سيدفعهم للرحيل إلى القنوات الأخرى التي تقدر التميز وتقدم الحوافز للمبدعين، ومساحة المقال لا تكفي لتعداد أسماء المهاجرين من أمثال قوس العربية وعرفج أبوظبي وحميدي أوربيت، والقائمة تطول في زمن القبضة الحديدية لوزارة المالية، التي تصر على التدخل في العمل الإعلامي الرياضي، فتجهض أي فكرة للتطوير وتنمية الموارد.
إنني أكاد أجزم أن عادل عصام الدين يعمل بيد مربوطة خلف ظهره، فهو لا يستطيع جلب الكفاءات لضعف الإمكانيات المادية، ولذلك فهو يحافظ على القلة المتميزة التي يملك بأسلوب الفزعة "تكفون ياعيال الديرة"، ويصبر على الكثرة المبتدئة أملاً في تطورهم، وهو يعلم أن تطوير تلك الكوادر السعودية سيكون جواز سفرهم إلى القنوات الأخرى، ولن ينقذ القناة الرياضية إلا قرار ملكي يحميها من سيطرة وزارة المالية، وحينها ستتمكن القناة من الصرف على نفسها بعد توظيف الكوادر القادرة على تسويقها.
ولعلي أختم بمثال يدل على الفوارق، ففي أمريكا تشتهر لعبة "كرة القدم الأمريكية" التي كان من أشهر نجومها ولازال "جو مونتانا" صانع ألعاب "سان فرانسسكو" الذي حقق معه أربع بطولات سوبربول، ثم انتقل إلى "كانساس ستي" لأنه لم يقبل اللعب احتياطياً بعد أن كبر بالسن قليلاً. ثم قررت "المجنونة" أن تجمعه بفريقه السابق، ولكن صانع القرار تجاهل تلك المباراة النادرة ونقل مباريات أخرى، فتم فصله من القناة لأنه فوت فرصة تسويقية لاتعوض. وفي قناتنا الرياضية كان دور 16 بكأس ولي العهد يجمع فريقين جماهيريين بالدرجة الممتازة "النصر والرائد"، ومباراة متصدري الممتازة والأولى "الهلال والفيصلي"، وفريقي الممتازة "الشباب والقادسية"، ولكن صانع القرار اختار نقل"الأهلي(خامس الممتازة) وهجر(سابع الأولى)" دون سبب وجيه، ويقيني أنه لن يتعرض للمساءلة لأن التسويق ليس من أولويات القناة الحكومية البيروقراطية.
منصة السؤال: كيف يمكن إنقاذ القناة السعودية الرياضية؟..وعلى منصات الإنقاذ نلتقي.