2010-02-20 | 18:00 مقالات

الزعامة للزعيم

مشاركة الخبر      

ما أروع روابط الولاء والوفاء التي تجسدها المناسبات الرياضية، وما أصدق المشاعر التي تظهرها الجماهير في المدرج الكبير بعيداً عن المجاملة والتزلف، وما أجمل الفرحة التي ارتسمت في الوجوه حين أطل علينا "طلق المحيا" ولي العهد الأمين، فهو الذي نتعلم منه الكرم والابتسامة والتواضع وكثيراً من السجايا الحميدة التي لا يكفي المقال لحصرها.
في زمن الفضائيات تكون التغطية المبكرة والأستديو التحليلي وتقنيات النقل سبباً في تفضيل المنزل على الملعب، ولكن للنهائيات نكهة خاصة لايوفرها إلا الملعب، ولهذا النهائي مذاق يفوق غيره من النهائيات، فمهما تقاربت المستويات فإن هناك فريقاً يستحق الفوز أكثر من الآخر، وكنت في كثير من النهائيات أقول "فاز من يستحق وخسر من هو أحق"، إلا أن هذا النهائي كان الأصعب في التفريق بين الفريقين الكبيرين، حيث وصلا للنهائي عن جدارة واستحقاق لتزامن البطولة مع تقديم الفريقين لأفضل مستوياتهما في الموسم، وقد دخلت ملعب المباراة متوقعاً أن تؤول إلى ركلات الترجيح لتساوي حظوظ الطرفين.
ولأن مباريات الكؤوس لابد أن تنتهي بفائز واحد يصعد لمنصة التتويج ليرفع الكأس الغالية، فقد دانت المباراة والكأس لزعيم آسيا، زعيم الأندية السعودية، الذي أصبح بهذه الكأس الغالية زعيم هذا الموسم، حيث حقق البطولة الأطول "الدوري" والبطولة التي تشارك فيها جميع الأندية "كأس ولي العهد"، وكأن الهلال قرر أن يجعل هذا الموسم مميزاً بأهم الألقاب التي بدأت بتتويجه "نادي القرن الآسيوي".
لقد توقعت المتعة والإثارة في لقاء الزعيم مع الراقي، وأسميته "النهائي الراقي" نظراً لتميز الفريقين بالرقي داخل الملعب وخارجه، ولكن احترام الفريقين لبعضهما فاق حدود المتوقع، فغلب الحذر على ألعاب الفريقين، وتردد كل مدرب بفرض أسلوبه على المباراة، بل إن المتابع لها يشعر أن كل مدرب ينتظر المبادرة من الآخر ليبدأ بالرد وفق معطيات المباراة.
كانت النزعة الهجومية للهلال أكثر منها في الأهلي، وعطفاً على السيطرة وعدد الفرص فإن النتيجة عادلة والكأس ذهب لمن يستحق دون أن نقلل من أحقية الأهلي لو دانت له الكرة ونتيجة المباراة، وأتمنى ألا يستعجل رجال القلعة على هذا الفريق المميز فنتاج الأكاديمية قادم ليرسم مستقبلاً يفرح الأهلاويين.
ختاماً أشكر إدارة ونجوم الفريقين على الأداء المشرف والتعامل الراقي مع الإعلام قبل وبعد المباراة، بطريقة تؤكد احترام الفريقين لبعضهما البعض ويعزز روابط الود والإخاء بين أبناء الوطن الواحد، وسأكرر التأكيد على عدم مبالغة رجال الهلال في الفرح بالكأس الغالية حيث تنتظرهم مساء الأربعاء الجولة الأولى في دوري أبطال آسيا التي يساورني شعور قوي بأن النهائي سيكون سعودياً سعودياً بإذن الله، ليكون سؤال المنصة: عن حظوظ أنديتنا في البطولة الآسيوية..وعلى منصات التتويج نلتقي.