قضية القضايا
لا يكاد جوالي يهدأ من السؤال المتكرر قرب نهاية كل موسم: هل ستتم زيادة عدد فرق الممتاز؟
ويتزايد السؤال هذا العام بسبب شروط الاتحاد الآسيوي بزيادة عدد جولات الدوري إلى(27) في الموسم المقبل ثم(33) بعده بموسمين، ولعل مقال اليوم يجيب على بعض تساؤلاتكم.
ولعلي أبدأ باختيار اتحاد القارة للأرقام الفردية، والسبب في ذلك إعطاء الدول التي لا تستطيع زيادة عدد الفرق إلى إضافة دور ثالث للدوري، فيمكن لعشرة أندية أن تلعب(27) جولة ولإثني عشر فريقاً(33).
ومن هذه المقدمة يتضح أن أبرز الحلول المطروحة للنقاش هي زيادة عدد الفرق إلى(16)ثم إلى(18) أو استحداث دور ثالث، وسأعرض باختصار إيجابيات وسلبيات الفكرتين وأترك لكم حرية إبداء الرأي.
"زيادة الفرق" نتحدث هنا عن 18 فريقاً كرقم نهائي، فالإيجابيات من أبرزها توسيع رقعة المنافسة، وإنعاش الحياة الاقتصادية في مدن إضافية، وزيادة عدد اللاعبين المشاركين في الدوري، تطوير عدد أكبر من الأندية.
أما سلبياتها فتتلخص في صعوبة الإنفاق على تطوير بيئة الأندية الصاعدة، تقسيم العوائد على عدد أكبر يقلل من حصص الفرق الممتازة، صعوبة الحصول على إعانة الاحتراف للأندية الجديدة، ضعف المباريات التي ستضيفها الفرق الجديدة، الزيادة الكبيرة في عدد المباريات(9 × 34 = 306)، صعوبة تخفيض عدد الأندية في حال عدم نجاح الفكرة.
"الدور الثالث" إيجابياتها زيادة عدد المباريات القوية كالديربيات والكلاسيكو، رفع مستوى المنافسة وإتاحة فرص التعويض، تحقيق عدد الجولات المطلوبة بعدد معقول من المباريات(6 × 33 = 198)، إمكانية إلغاء الدور الثالث في حال عدم نجاح الفكرة.
أما سلبيات الفكرة فهي عدم تطبيقها في أي دولة متقدمة رياضياً للحكم على نجاحها، عدم الإنصاف في مكان المباراة الثالثة حتى باستخدام القرعة، إمكانية الملل من تكرار نفس المباريات.
مما تقدم يتضح أنني عرضت وجهتي النظر دون أن أتحيز لفكرة معينة تاركاً المجال للجميع بالمشاركة والطرح البناء بعيداً عن النظرة الذاتية لمصلحة فريق معين، حيث يجب أن نناقش هذه القضية الهامة بتجرد كامل، لأن مستقبل كرة القدم السعودية يعتمد بشكل كبير على خياراتنا الحالية. مع العلم أن هناك محاولات جادة مع الاتحاد الآسيوي لتأجيل الحسم في هذا الأمر الهام، ولكن حتى ذلك الحين علينا أن نقرر أي الطريقتين أقرب للتطبيق وأصلح لواقعنا الحالي.
إنه نداء لجميع الرياضيين بشكل عام ورؤساء الأندية والمختصين وكبار الأعلاميين على وجه الخصوص لإبداء الرأي الموضوعي المصحوب بالشواهد والأرقام والتحليل المنطقي، لكي يطـّلع صانع القرار على جميع وجهات النظر ويتخذ ما يراه مناسباً للمصلحة العامة متمثلة في المنتخب والأندية واللاعبين والدوري، ومن الطبيعي أن تكون منصة السؤال عن رأيك عزيزي القارئ في قضية القضايا .. وعلى منصات القضايا الهامة نلتقي.