حالة الأمة
ينتظر العالم أجمع والشعب الأمريكي على وجه الخصوص خطاب الرئيس أمام الكونجرس كل عام، الذي يسمى "State of the Union" حيث يشخص فيه الرئيس "حالة الأمة"، ولذلك أنظر لخطاب خادم الحرمين الشريفين أمام مجلس الشورى بنفس النظرة، وأتابع ردود الأفعال والتغطية الإعلامية لأهم كلمة يلقيها الملك على مدار العام، وقد تعلمنا من مليكنا المفدى أن "خير الكلام ما قل ودل".
"حالة الأمة" كلمة شاهدتها بمشاعر متباينة تحركها محبتي للمليك والوطن، وقد تحدث عن هذه الكلمة الهامة من هم أقدر مني على التعليق والتحليل في الشأن السياسي، ولذلك سأركز على الأبعاد الإنسانية والاجتماعية والإعلامية لخطاب يستحق أن يتلى على جميع المنصات وفي مقدمتها "منصات" الرياضية.
"حالة الأمة" خطاب يتحدث عن قيمة الإنسان وكرامته، حيث أكد المليك المفدى على ترحيبه بالنقد البناء ورفضه القاطع لتجريح الإنسان واستخدام الكلمة لتصفية الحسابات، وليتنا نتعلم في وسطنا الرياضي قيمة الكلمة وتأثيرها على الآخر، ليتنا نتعلم أمانة الكلمة التي أكد عليها خادم البيتين بدلاً من تنابز بعض المنتسبين للرياضة بالألقاب واعتماد تصفية الحسابات من خلال أقلام مستأجرة.
"حالة الأمة" خطاب يؤكد على أن الوطن ملك للمواطن، وفيه رسالة واضحة لكل مسئول يعتقد أن الوطن من أملاكه الخاصة، وأن المال العام حلال عليه يعثى فيه فساداً واستغلالاً، فليس من حق المسئول أن يستغل سلطته لتوجيه المشروعات حسب بوصلته الخاصة، وليس من حقه أن يحتكر الوظائف والترقيات والإمتيازات على معارفه ومصالحه، فالمال العام أمانة أشفقت السماء والأرض والجبال من حملها، وحملها الإنسان بظلمه وجهله، فكان خطاب المليك للتذكير بمسئولية الراعي تجاه الرعية.
"حالة الأمة" خطاب يطالب بإتقان العمل، ويقيني أن مدننا الرئيسة ستتفوق على أهم المدن التي نتغنى بها لو أتقن كل مسئول عمله وتابع ما يقوم به الصف الثاني من حيث إنجاز المخططات التي تضعها القيادة في كل قطاعات الدولة، ولعلي أكتفي بمثال بسيط، فثقتي لاحدود لها في أمين مدينة الرياض، ولكن ترصيف الشوارع الداخلية في "العليا" يشل حركة السير لقطاع الأعمال المتمركز في تلك المنطقة، والسبب أن هناك من لم يتقن عمله من منفذي المشروع أو متابعيه من الأمانة، وهو أمر يحتاج إلتفاتة من الأمين الذي أثق في سرعة تجاوبه.
"حالة الأمة" خطاب ينبغي أن يستوعبه القطاع الرياضي والشبابي لأن فيه من المعاني ما يكفي للنهوض بالرياضة السعودية، فإن تعاملنا بوعي وأمانة مع الكلمة والمسئولية والعمل فإننا نسارع الخطى على طريق التفوق الذي تخطط له القيادة الرياضية، حيث إن سرعة التطور والتفوق تتطلب تعاون الجميع.
منصة السؤال: ماذا فهم الشباب من خطاب "حالة الأمة"؟.. وعلى منصات خدمة الوطن نلتقي.