أرباح مضمونة
حين بادرت شركة الاتصالات السعودية برعاية قمصان جميع الأندية وردّت موبايلي بشراء لوحات أغلب الملاعب كانت جميع أندية الممتاز تستفيد من تلك الرعايات، ولكن الشركتان قررتا اليوم الاقتصار على الأندية الجماهيرية، وكأنها تتنازل عن جماهير بقية الأندية، ويقيني أن مجموع جماهير تلك الأندية يمثل رقماً هاماً لشركات الاتصالات، ولذلك أتمنى أن تعود الشركتان الرائدتان لرعاية قمصان بقية الأندية وشراء لوحات الملاعب، ولعلي اليوم أطرح بالأرقام فكرة تستحق التفكير والدراسة.
وسأبدأ بمقارنة مكاسب الشركات بنفقاتها، فالمعروف أن القرار المالي في الشركات يخضع لرقابة مجلس الإدارة والجمعية العمومية وفي بعض الأحيان للهيئات المشرفة مثل هيئة الاتصالات في هذه الحالة، وبمقارنة بسيطة تعتمد على أقل التوقعات، فإن شركة الاتصالات السعودية تدفع لمانشستر يونايتد 10 ملايين جنيه أسترليني(60 مليون ريال) ويبلغ عدد مشتركي جوال مانشستر نصف مليون مشترك(12ريال شهرياً تعادل 6 ملايين ريال و72 مليون ريال سنوياً)، بزيادة 12 مليون ريال عن قيمة الاستثمار على أقل تقدير، مع إضافة البرامج التفاعلية وما تحققه من مكاسب مالية وإعلامية يصعب علي حصرها في هذا المقال. ولذلك فالاستثمار في "مانشستر يونايتد" أستثمار صحيح شجع الشركة على الاستثمار في ريال مدريد وجوفنتوس.
ولكن تلك الأرقام تقفز بشكل جنوني حين نتحدث عن الاستثمار في الأندية السعودية، فعلى سبيل المثال تدفع موبايلي للهلال 70 مليون ريال، وقد انتقل لها في الأشهر الأولى لتوقيع العقد 200 ألف عميل من الشركة المنافسة، وبحسبة متوسط فاتورة شهرية 300 ريال يكون العائد الشهري 60 مليون ريال والعائد السنوي 720 مليون ريال، أي أن موبايلي تدفع للهلال 10 % فقط من الأرباح التي تحققها من رعاية النادي!!! ويقيني أنني استخدمت هذه المرة أرقاماً أكثر تحفظاً من المثال السابق. وأتوقع أن هناك أرقاما مغرية في رعاية شركة الاتصالات السعودية لأندية النصر والاتحاد والأهلي والشباب، ولذلك أجزم بقدرة تلك الشركات على رعاية بقية الأندية وفق حسبة بسيطة تتلخص في منح النادي 10 % من فاتورة أي عميل يسجل انتماءه للنادي الذي ترعاه الشركة، وبذلك تضمن الشركة أنها لن تخسر ريالاً واحداً في الرعاية، وربما بدأت الأندية تفاوض على زيادة تلك النسبة إلى 30 % وهي نسبة عادلة من وجهة نظري
ويبقى التنبيه إلى أن شركات الاتصالات لازالت تقوم بتفعيل الرعايات بنفسها، وفي ذلك خطأ جسيم في رأيي المتواضع، حيث لابد من إعطاء القوس لباريها والاعتماد على شركات متخصصة في التسويق الرياضي، ولا ينبغي أن تكون تجربة موبايلي الفاشلة مع شركة "أكتاقون" سبباً في إلغاء الفكرة والتشغيل الذاتي الذي يتسبب في تراكم الأخطاء، لتكون منصة السؤال عن أبرز إيجابيات وسلبيات رعاية الشركات للأندية السعودية. وعلى منصات الأرباح المضمونة نلتقي.