2010-03-24 | 18:00 مقالات

هجرة الرعايات

مشاركة الخبر      

يتهمني البعض بالتأثير على قرار شركة الاتصالات السعودية في اختيارها للأندية الأوروبية التي توقع معها عقود رعاية تفاعلية، حيث "مانشستر يونايتد و ريال مدريد و يوفنتوس" هي الأندية التي أشجعها وأضعها المثل الأعلى وأستفيد من تجاربها الاستثمارية والاحترافية وأحاول نقلها للوطن الذي أعشق ترابه، وردي الدائم على تلك الاتهامات: "ليتني أملك التأثير على قرارات الشركات حتى أوجهها نحو الرياضة"، بل إنني أكتب اليوم محذراً من هجرة المزيد من الرعايات إذا لم نسارع بإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
الأندية السعودية مطالبة بالتفكير الجاد في آلية التعامل مع الشركات المستثمرة، من خلال إدارات استثمار متخصصة تعرف فن "تنمية الموارد"، ونقصد هنا موارد الأندية لا الموارد الشخصية لبعض من يستغلون وجودهم المؤقت في إدارات الأندية ليعيثوا فساداً في مصالح النادي وأمواله. وللمنتفعين أقول: اتقوا الله ولا تأكلوا المال الحرام ولا تؤكلوه لأهلكم فيهلكهم ويهلككم. ولرؤساء الأندية أقول: تأكدوا من اختياراتكم في إدارات الاستثمار، فلا تسلموا أمرها إلا للمتخصص الأمين، فبدون التخصص تضيع الاستثمارات في عشوائية العمل، وبدون الأمانة تضيع العوائد في دهاليز الفساد، وتضيع الإنجازات بعقوبة العزيز الجبار.
والشركات السعودية مطالبة بالاستثمار في رياضة الوطن وشبابه، حيث يصب هذا الاستثمار في صالح الوطن على المدى البعيد، من خلال استحداث الوظائف وتقوية الروابط وزيادة الانتماء. إنني أستغرب تردد البنوك السعودية في إصدار بطاقات إئتمان تحمل شعارات الأندية، وأكاد أجزم أن قيام "هيئة دوري المحترفين السعودي" بهذه الخطوة الاستثمارية لصالح الأندية، سيجعل بعض إدارات الاستثمار تتحرك في نفس الاتجاه، وليتها تفعل، فالهدف هو "تنمية موارد النادي"، ولكن – مع الأسف الشديد – إن البعض يتحرك لإعاقة عمل الهيئة أولاً، ثم لمصلحته الخاصة ثانياً، لتحتل مصلحة النادي المركز الأخير في قائمة الأولويات. ولازال أملي كبيرا في تقدم المزيد من الشركات التي ستضبط العملية الاستثمارية باحترافيتها.
لنجاح الاستثمار يجب أن يعمل النادي والشركة المستثمرة يداً بيد لتنمية الاستثمار وتطويره، دون مساس أحدهما بمصالح الآخر، ولذلك ينبغي أن نخرج من فكر الاستثمار الشامل، أو ما يسمى الشراكة الإستراتيجية "اعتباطا" بينما هو في الواقع عملية "شراء" للنادي، بكل مقدراته وفرصه الاستثمارية، فالمفترض أن تتوزع استثمارات النادي وتتنوع الشركات المستثمرة فيه، شريطة ألا تكون من نفس القطاع، فشركة الاتصالات تعلن على القميص وتحصل على جزء من الإعلانات وتملك حقوق خدمات الاتصالات المختلفة فقط، ولكنها تترك للنادي استثمار ماركة الملابس وبقية الإعلانات والتذاكر والقناة التلفزيونية والمنتجات التي تحمل شعار النادي، بالإضافة للبحث عن رعاة مشاركين كالناقل الرسمي والمشروب الرسمي وغيرها. فها هي الشركات المستثمرة في أنديتنا تهاجر وتستثمر جزئياً في الأندية الأوروبية.
منصة السؤال: لماذا تهاجر الشركات الراعية خارج حدود الوطن؟.. وعلى منصات الاحتراف نلتقي..