الدقيقة المجنونة
هل سمعتم بالحكمة التي تقول: إذا أردت أن تعرف قيمة السنة فاسأل طالباً رسب في الامتحان النهائي واضطر لإعادة السنة، أما قيمة الشهر فتعرفها امرأة أنجبت قبل شهر من موعدها فجاء الجنين مشوها، والأسبوع يعرفه من يقبض مرتبه بشكل أسبوعي ويعتمد عليه في قوت عياله، والساعة يعرفها حبيب ينتظر اللقاء، والدقيقة اسأل عنها من تأخر دقيقة عن موعد تحرك القطار فوصل وقد فاتته الرحلة وهو ينظر بحسرة للقطار المغادر، أما الثانية فيعرف قيمتها من حماه الله فتفادى حادثاً مميتاً كانت تفصله عنه ثانية واحدة فقط، وأخيراً فإن أردت أن تعرف قيمة الجزء من الثانية فاسأل عنه الفائز بالميدالية الفضية، حيث كان جزء الثانية كفيلاً بمنحه الميدالية الذهبية.
تلك المقدمة يمكن أن أربط كل تفاصيها بكرة القدم "المجنونة"، ولكنني سأختار الحديث عن "الدقيقة المجنونة" في مقال اليوم حيث لازلت أعاني من آثار تلك الدقيقة العجيبة في مساء الثلاثاء الماضي، حيث كان "مانشستر يونايتد" متعادلاً مع "بايرن ميونخ" في ألمانيا، وهو وضع أكثر من رائع يجعلنا نقطع أكثر من نصف المسافة نحو نصف النهائي، حيث سندخل لقاء الأربعاء المقبل في "أولد ترافورد" بارتياح وثقة، وكنت وقتها أفكر في مباراة السبت أمام منافسنا على اللقب "تشلسي" وثقتي لاحدود لها في أن "روني" سيواصل عروضه المميزة ليوسع الفارق إلى أربع نقاط بإذن الله، ولكن في "دقيقة مجنونة" سجل "بايرن" هدف الفوز وأصيب روني، لتصاب معه آمالي وطموحاتي بانتظار نتيجة مباراتين لا تحتملان الخسارة.
ـ الدقيقة المجنونة" حدثت للنجم الرائع "زين الدين زيدان" حيث كان على أعتاب مجد جديد بحسم نهائي كأس العالم – مرة أخرى – ليستحق أن يكون بمكانة "مارداونا وبيليه"، ولكن في "دقيقة مجنونة" نطح "ماتراتزي" فطرد وطردت معه فرنسا من منصة التتويج.
ـ الدقيقة المجنونة" حدثت للمنتخب السعودي أكثر من مرة، لعل أكثرها جنوناً كان في مباراة البحرين حين كان منتخبنا متقدماً بهدفين لهدف والكرة في حوزتنا قرب المرمى البحريني، وبدلاً من التوجه لزاوية الملعب وقتل الوقت كانت "دقيقة مجنونة" انقطعت فيها الكرة وتحولت إلى ضربة ركنية كانت نتيجتها عدم التأهل لكأس العالم.
ـ الدقيقة المجنونة" حدثت للعزيز "محمد النويصر" حين كان نائباً لرئيس نادي الشباب في نهائي كأس الملك عام 1418هـ وقد لبس المشلح استعداداً للصعود للمنصة حيث كان الشباب متقدماً على الهلال بهدفين لهدف والمباراة تلفظ أنفاسها، ولكن في "دقيقة مجنونة" كان لسامي الجابر رأي آخر فسدد على غير عادته من مسافة بعيدة ليحول مسار الكأس للهلال.
ـ منصة السؤال: ما هي أكثر الدقائق جنوناً في حياتكم .. قراء الرياضية؟ .. وعلى منصات المجنونة نلتقي.