سبق الكل
تذكرت المثل الشعبي "جانا يطل سبق الكل"، وأنا أسعد بمتابعة بداية ونهاية بطولة العرب الثانية لكرة القدم الشاطئية، التي تستضيفها المنطقة الشرقية، فالاتحادان العربي والسعودي استحقا الإشادة من الاتحاد الدولي "فيفا"، الذي أكد ممثلوه انبهارهم بروعة التنظيم والحضور الجماهيري وبيئة الملعب بالقياس على أنها التجربة الأولى، وأعجبني ممثل "فيفا" وهو يتحدث بأدب عن إشراف الاتحاد الدولي على جميع البطولات عدا هذه البطولة، مع تأكيد رغبة محطات تلفزيونية بنقل البطولة وشركات راعية مستعدة لرعايتها، وهو في كل مرة يؤكد أن البطولة ناجحة بكل المقاييس عطفاً على حداثة التجربة، وهي فرصة للإشادة بكل الأسماء الوطنية التي عملت على مدار الساعة لتجهيز الملعب في زمن قياسي يتقدمهم الأمينان العامان للاتحادين العربي والسعودي "سعيد جمعان الغامدي وفيصل العبدالهادي".
"جانا يطل سبق الكل"، تذكرته وأنا أشاهد منتخبنا الوطني يجندل خصومه واحداً تلو الآخر حتى أعتلى منصة التتويج بكأس البطولة، في إنجاز أشبه بالإعجاز عطفاً على حداثة تجربة المنتخب الوليد الذي كان يتنافس مع منتخبات متمرسة بعضها يضم بين صفوفه أفضل نجوم القارة التي ينتمي إليها، ولكن كرة القدم "المجنونة" أثبتت أن جنونها يمتد خارج المستطيل الأخضر ليصل إلى الرمال الشاطئية وربما الأرضيات الصناعية في الصالات التي ستولد قريباً على أرض المهارة والإبداع والعزيمة والإنجاز.
"جانا يطل سبق الكل"، تذكرته والحوار الجميل بيني وبين الأمين العام المساعد للاتحاد العربي، الصديق "وليد كردي" الذي استبعد أن ينافس الأخضر على البطولة، ناهيك عن الفوز بكأسها، فقد التقيته في الافتتاح فأخبرني أن منتخبنا سيحظى بشرف المشاركة وسيستفيد من الاحتكاك بالمنتخبات العربية القوية، وعدت لألتقيه في مباراة نصف النهائي أمام البحرين، فأخبرني إنه سعيد لأن منتخبنا حل ثانيا في المجموعة بعد الإمارات ليتجنب لقاء مصر الأقوى، رغم تأكده من فوز البحرين ولكن بأهداف قليلة في مرمانا، فبحثت عنه بعد المباراة ولم أجده، والتقينا قبل النهائي فابتسم قائلاً: لقد زادت قناعتي بالفريق السعودي، فقاطعته قائلاً: أرجوك لاتغير قناعتك فتوقعات كانت جميعها عكسية، فأسعدني حين قال: من قال إنني أتوقع فوز السعودية رغم إعجابي بالفريق إلا أن الكأس للإمارات دون شك، وكدت أستسلم حين تقدم الأشقاء بثلاثية نظيفة، لكن رجالنا كان لهم رأي آخر فقلبوا التوقعات وتوجوا بالكأس الغالية.
"جانا يطل سبق الكل" أتمنى أن نتذكر هذا المثل حين تمتلئ شواطئ وساحات وصالات المملكة بمباريات كرة القدم الشاطئية والصلات التي تناسب طبيعتنا، فربما يحقق الوطن من خلالها نجاحات تضاف إلى منجزات الرياضة السعودية، فما رأيته في الدمام يبشر بالتفوق والإنجازات، وسؤال المنصة عن مدى قناعة القراء بنجاح كرة القدم الشاطئية والصالات في المملكة .. وعلى منصات التتويج نلتقي.