2010-04-14 | 18:00 مقالات

التوقيت الخاطئ

مشاركة الخبر      

حينما تحدث الأخطاء والمصائب والخسائر فإنها تترك أثراً سلبياً يتضاعف حين تحدث تلك الأخطاء في الوقت الخطأ أيضاً، ففي كرة القدم قد يخطئ المدافع ويتسبب في ولوج هدف في مرماه، ولكن آثار الخطأ تتضاعف إذا حدث الخطأ في الثواني الأخيرة من عمر المباراة وترتب عليه خسائر أكبر، ولنا في المنتخب السعودي وأنديتنا الحبيبة الكثير من الأمثال والعبر التي لا يتسع المجال لذكرها.
ولعلي أشعر بإحباط كبير هذه الأيام من جراء غلطة حدثت من محترف يندر أن يخطئ، أعني بذلك الفرنسي "باتريس إيفرا" الذي شارك في جميع مباريات "مانشستر يونايتد" هذا الموسم وفاز بالكثير من الجوائز نظير أدائه المميز، إلا أنه في الثواني الأخيرة من مباراة الذهاب في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا تباطأ في إبعاد كرة خطرة فخطفها المهاجم الألماني وسجل هدف الفوز وتسبب في إصابة النجم الأوحد "واين روني" فترتب على الخطأ الخروج من دوري الأبطال وخسارة صدارة الدوري المحلي.
وزاد الإحباط بسبب تخبطات خطوطنا السعودية العزيزة، التي قرر صناع القرار فيها تبديل نظام الحجوزات والتذاكر في الأسبوع الذي يسبق الإجازة التي تبدأ اليوم، ولكن عملية الانتقال من النظام القديم للجديد لم تتم كما ينبغي فألغيت حجوزات المسافرين، ولأن التوقيت كان خاطئاً فقد تضاعفت الخسائر، وتزايد معها غضب المواطنين والمقيمين على الخطوط التي لم تكن بحاجة إلى مزيد من الغضب.
يبدو أنه جزء من الثقافة السعودية أن نختار أسوأ الأوقات لارتكاب الأخطاء والدخول في دوامة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، فقراراتنا دائماً تترك للحظات الأخيرة، ففي كل عام يأتي رمضان ولكننا نفزع في اليوم الأخير من شعبان لشراء احتياجات الشهر الفضيل، ونكرر حالة الفزع ليلة العيد وغيرها من المناسبات. كما يعيش التلفزيون السعودي حالة من الارتباك قبل أي موسم هام، وكأن المناسبات تأتي بشكل مفاجئ في حين أن الروزنامة لا تتغير وترتيب الشهور ومناسباتها ثابت قبل أن تكون هناك وزارة للإعلام.
عجيب أمرنا – نحن السعوديون – لا نعرف من التخطيط إلا اسمه، ولكننا لا نمارسه في أي شأن من شؤون حياتنا، فكلنا يعلم بعض مخططاته المستقبلية ولكنه لا يخطط لها، فمن منكم – أحبائي القراء – قد بادر بحجوزات السفر للصيف؟، فقد كانت مفاجأة سارة لي أن أحد الأصدقاء قد قام بحجز وشراء تذاكر السفر إلى أوروبا قبل ستة أشهر من موعد السفر وحصل على تخفيض يستحيل تصديقه، ولكنه واحد من ألف صديق يخططون على الطريقة السعودية العشوائية، ولذلك يعيشون معاناة سوء التخطيط، وستزداد معاناتهم إذا وقعت أخطاء الخطوط السعودية في الوقت الخطأ.
منصة السؤال: ما هي أقسى ذكرياتكم مع الأخطاء في التوقيت الخاطئ .. وعلى منصات تصحيح الأخطاء نلتقي.