2010-04-28 | 18:00 مقالات

واجهة الوطن

مشاركة الخبر      

كل مواطن على وجه الأرض يعتبر سفيراً للوطن الذي ينتمي إليه، وبذلك تنعكس تصرفاته على سمعة الوطن وتعمم سلوكياته على بقية المواطنين. فحين نسافر خارج المملكة يحكم الناس على "السعودية" من خلال تصرفاتنا، وحين نتعامل مع الخدمات في بلادنا فإن المتابع يتصور أن جميع السعوديين يتعاملون بتلك الطريقة، وحتى في علاقتنا مع الأجنبي المقيم بيننا تنطبق نفس النظرية التي تربط السفير بوطنه.
"واجهة الوطن" وفد رسمي يشارك في المناسبات الرياضية وغيرها، فإن هش وبش وتعامل برقي ودبلوماسية مع الآخرين، فإنه يعكس صورة الوطن الذي تعلم فيه وتربى بأحضانه. وهنا يجب التأكيد على ضرورة اختيار السفراء، فلا يذهب في الوفود الخارجية إلا من يعي مسئولية السفير فيعكس صورة إيجابية عن الوطن الذي نحب، وكم من مرة شعرت بالخجل من قصص تروى عن ممثلين لوطنهم أساءوا التصرف في أماكن عامة، فأعطوا إنطباعاً مخزياً يتزايد مع كل رحلة عمل يفترض أن تعكس الوجه المضيء لمملكة الإنسانية، لكنها – بكل أسف – تعزز النظرة السلبية التي نبرأ إلى الله منها.
"واجهة الوطن" لاعب يمثل المنتخب أو النادي في مشاركة خارجية، وفي اللحظة التي يصل فيها مبنى المطار يبدأ مهام عمله كسفير يراقبه الجميع، فإن كان حسن المنظر والمنطق والسلوك كان في ذلك رسالة للمتلقي تقول بأن الشعب السعودي يتمتع بالكياسة والأخلاق الرياضية المثالية، وكم مرة شعرت بالغيرة حين أشاهد وصول نجوم الكرة الأوروبية إلى المطار أو الملعب وهم بأبهى حلة، يسيرون بشكل منظم يعكس إحترام النظام في أوطانهم، بينما نسمع من القصص المسيئة ما لا يتسع المجال لذكره عن نجوم ينسون دورهم فيتصرفون في المطار والطائرة والملعب بطريقة لا نرضى أن تنسب لوطننا الغالي.
"واجهة الوطن" موظف الجوازات الذي يعتبر – في رأيي المتواضع – موظف الاستقبال للوطن بأسره، فهو رجل علاقات عامة قبل أن يكون رجل أمن، وتعامله مع القادمين للوطن يمثل الانطباع الأول عن المملكة العربية السعودية، وقد سمعت قصصاً متباينة من أناس أحبوا "السعودية" بسبب موظف الجوازات الذي أحسن التعامل، وآخرين لم يحبوها بسبب تصرف مناقض، ولعلي هنا أقترح أن يلبس رجل الجوازات الثوب والشماغ بدلاً من البدلة العسكرية، لأن ذلك يعطي إنطباعاً حميمياً يصعب أن تشعر به مع اللباس العسكري الذي يوحي بالصرامة والحزم.
"واجهة الوطن" كل إعلامي أو رياضي يظهر في وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، حيث يختصر المتلقي شعباً بأكمله في صورة هذا المواطن المرتبط بالجنسية، فيقال النجم السعودي والإعلامي السعودي والمسئول السعودي، وهذا الارتباط يؤكد أن كل مواطن يعتبر سفيراً وواجهة للوطن، ويبقى السؤال الهام: كيف تقيمون صورة الوطن في عيون الآخرين وكيف نساهم في تحسينها؟..وعلى منصات الوطنية نلتقي،،،