يا مجلس الشورى
لا أدري كم مرة كتبت وطالبت بتعيين متخصصين في الشأن الرياضي والشبابي ضمن العدد الكبير جداً لأعضاء مجلس الشورى الموقر الذي يخطئ الطريق في كل مرة يناقش فيها قضايا الشباب والرياضة، فلا معنى لحوار لا يستند إلى معلومة ونقاش يفتقد للمختصين، فيضيع وقت المجلس وتتكرر الأخطاء.
من السهل أن تنتقد من يعمل، ولكن الانتقاد لن يجد القبول إذا ركز على جوانب القصور القليلة وأهمل الجوانب الإيجابية الكثيرة، وكان الأجدى تسجيل الإشادة بالمنجزات قبل الدخول لمرحلة الانتقاد، ولعلي ألفت نظر أعضاء المجلس الموقر إلى مقارنة بسيطة بيننا وبين دول تتشابه معنا في الظروف ومصادر الدخل، فأبناؤنا بعضهم يدرسون في الخليج بعد أن ضاقت بهم الجامعات السعودية وعدد آخر من مرضانا يعالجون في مستشفيات الخليج بعد أن عجزنا عن تقديم الخدمة الطبية التي تكفلت بها الدولة، وعوائلنا وشبابنا يركضون في كل إجازة للخليج بحثاً عن السياحة النظيفة التي عجزنا عن تأمينها لهم في الداخل، وأكثر القنوات والمطبوعات السعودية تصدر من الخليج بعد أن عجزوا عن التنفس محلياً، وهرب بعض رجال الأعمال إلى الخليج بعد أن أرهقتهم بيروقراطية الأجهزة الحكومية المسئولة عن خدمتهم وتشجيعهم على الاستثمار في الوطن، والقائمة تطول حين تقف على حال مطاراتنا وخطوطنا وطائراتنا وخدمات المياه والكهرباء وأبسط مستلزمات الحياة .
في المقابل تتفوق الرياضة السعودية، وكرة القدم بالذات على نظرائها في الخليج، فمنتخبنا الوحيد المتأهل لكأس العالم أربع مرات متتالية والحاصل على كأس آسيا ثلاث مرات، وأنديتنا تعتلي قمة هرم القارة، كان آخرها الاحتفاء بأحد أنديتنا بلقب "نادي القرن الآسيوي"، أليس في ذلك ما يجعل المجلس الموقر يبدأ تقريره بالإشادة بمنجزات الرياضة التي تتفوق على جميع القطاعات الأخرى، أم أنها الجدار القصير الذي يمكن القفز عليه، في مجلس لم يكلف نفسه وضع لجنة خاصة بالرياضة والشباب، بل جعل هذا الشأن الهام جداً ضمن لجنة تعنى بشؤون الأسرة.
وأختم بتصريح لرئيس مجلس الشورى السابق "الشيخ صالح بن حميد" الذي أكد أن هناك أعضاء أكملوا دورة مجلس(أربع سنوات)دون أن يشاركوا برأي أو يسمع لهم صوت، وأتصل زميل بأحد أعضاء المجلس فقال له: ربما مازحا يا أخي كم مرة قلت لك لا تتصل أثناء جلسة الظهيرة فهذا وقت القيلولة على الكرسي الوثير"، فلو بنيت تقريري عن المجلس على التصريح والقصة لكنت ظالماً مثل تقرير المجلس، ولكنني أقول بأن للمجلس جهودا تشكر وتقارير تذكر ونقاشات تؤثر، ولكننا نطمع منه بتحري الدقة أكثر. ولن يأتي ذلك إلا من خلال الاستعانة بالمتخصصين في لجنة مستقلة للرياضة والشباب، والرأي للقارئ الكريم..وعلى منصات الشورى نلتقي.