2010-06-23 | 18:00 مقالات

اختراق الحقوق

مشاركة الخبر      

بحكم التخصص والهواية والشغف، أجدني متعاطفاً بشكل دائم مع من يشتري الحقوق أو يبني اسما عالمياً وأشعر بالغيظ ممن يحاول اختراق تلك الحقوق أو تقليد منتجات الماركة المسجلة، ولكن غضبي لن يغير من واقع الحال المؤلم، فشعارات الأندية السعودية وملابسها تباع مقلدة أمام بوابات الأندية مما يعصف بالاستثمار الرياضي ويؤخر تقدمنا نحو خصخصة كرة القدم، وحقوق النقل التلفزيوني تخترق عبر أكثر من وسيلة يثرى أصحابها دون أن تستفيد الأندية من تلك المبالغ، والماركات العالمية تتردد في الاستثمار في ملابس أنديتنا لأنها تعرف أن القرصنة تضرب بأطنابها في بلادنا دون حسيب أو رقيب، والشركات التي ننتظر منها رعاية الأندية تتأخر في دخول سوق الرياضة السعودية خوفاً من الاختراقات.
وعلى الصعيد العالمي يتم اختراق الحقوق بطريقة قانونية احترافية لا تجيدها سوى الشركات العملاقة التي تستقطب عقول العباقرة لاستحداث طرق جديدة تكسر فيها حاجز حماية حقوق الرعاة، ولا يوجد في العالم أقوى من "فيفا" في حمايته لحقوق رعاته وحرصه عليهم، ففي كل اجتماع فني قبل المباريات التي تشرفت بمراقبتها في كأس العالم، كان مسئولو التسويق والإعلام حريصون على حقوق الرعاة وعدم المساس بها أو اختراقها بأي شكل من الأشكال، ولكن هناك اختراقات قانونية عبقرية أود الإشارة إليها.
"كوكاكولا" هي المشروب الرسمي لكأس العالم، ولكن "بيبسي كولا" لم تقف متفرجة على الحدث من بعيد، بل دشنت حملة إعلامية ضخمة استقطبت لها أشهر نجوم كرة القدم المشاركين في كأس العالم، وأسمتها "أفريكانا" ووضعت لها نغماً خاصاً، وصورت إعلانات للنجوم يلعبون كرة القدم في أدغال أفريقيا، حيث يضيع "ميسي" بشكل عبقري يجعلك تضحك كل مرة مهما أعيد الإعلان الذي يعاد كثيراً أثناء كأس العالم، دون أن يشير للبطولة أو للدولة المستضيفة أو الجهة المنظمة، وهنا مكمن العبقرية.
"أديداس" أقدم حلفاء "فيفا" وأشهر رعاة البطولات، حيث الكرة وملابس الحكام منذ أن عرفت كأس العالم، فهل نامت "نايكي" ورضيت بالتفرج من بعيد على منافسها متبختراً في أهم تظاهرة كروية على وجه الأرض؟ أبداً.. لقد ابتكرت الشركة الأمريكية فكرة رائعة بتدشين حذاء زاهي الألوان يميزه المشاهد في الملعب وخلف شاشات التلفزيون من مسافة بعيدة، واختارت "كرستيانو رونالدو" كمسوق لذلك الحذاء الذي تعاقدت مع أغلب النجوم المشاركين في كأس العالم لارتدائه، وما عليك عزيزي القارئ سوى متابعة أحذية نجوم كأس العالم لتلاحظ الاختراق القانوني لحقوق "أديداس" من خلال حذاء "نايكي" فاقع الألوان.
قبل سنوات رعت "موبايلي" منتخبنا السعودي، فدشنت "الاتصالات السعودية" أوبريت "أوه يا سعودي" لم تتحدث فيه عن المنتخب ولم تشر إلى اللون الأخضر ولا الصقور، ولكنها اخترقت بذكاء حقوق منافسها..وعلى منصات الذكاء التسويقي نلتقي.