2010-08-07 | 18:00 مقالات

زاوية الرؤية

مشاركة الخبر      

بعد ثلاثة أسابيع أبحرنا فيها سوياً مع أهم نجوم العالم الذين سعدت بلقائهم أثناء كأس العالم في جنوب أفريقيا، حرصت خلالها على تسليط الضوء على الجوانب المضيئة في حياة كل نجم، متجاوزاً ما يركز عليه البعض من السلبيات وتصيد الأخطاء، ولعلي أتحدث اليوم عن نقطة هامة تمثل الفارق بين المسارعين في التقدم والبطيئين فيه، ألا وهي "زاوية الرؤية" في تقييم المشروعات والخدمات وغيرها.
"هيئة دوري المحترفين السعودي" قدمت عملاً لا أستطيع تقييمه بحكم شهادتي المجروحة، ولكن شهادة الاتحاد الآسيوي تقطع قول كل خطيب، ومع ذلك فالبعض يحصر "زاوية الرؤية" في السلبيات والقصور والتأخر في النتائج، فحين تخرّج أول شابين سعوديين بشهادة "برنامج ماجستير الفيفا" لم يحتفل بهما أحد، بينما لا يتوقف الجوال عن الرنين حين يظهر مقال أو خبر يفتح باباً للنقد.
"ورشة عمل نحو مزيد من الاحترافية" التي تعقد اليوم تمثل جسر تعاون بين الأندية والهيئة، ولكي يقوم البناء ويشيد الجسر نحتاج إلى "زاوية رؤية" صحيحة تنظر للمصلحة العامة ومستقبل كرة القدم السعودية بعيداً عن النظرة الفردية الذاتية التي تمثل أكبر عقبات التطور، حيث أكتب لكم اليوم وبعض الأندية لم تسلم للهيئة قمصان الفريق التي طالبت بها الهيئة بخطابات رسمية أرسلت قبل أكثر شهرين، كما أن هناك بعض المواقف السلبية الأخرى التي تعيق عجلة التقدم، ولكنني أتمنى أن نركز على جوانب التعاون ونشيد بالمتعاونين بدل التركيز على المعاندين العاجزين عن استيعاب النقلة، أياً كان التركيز بانتقادهم أو الدفاع عنهم، فالقافلة تسير وعلينا أن نتعاون حتى نسرع في المسير لأننا نمشي وغيرنا يركض، والفارق بين المشي والركض هو "زاوية الرؤية".
تذكرت شركة "باسيفك" لاتصالات كاليفورنيا التي كان بعض مبتعثينا يتذاكون عليها بعدم تسديد الفواتير ثم التقديم بأسماء أخرى، وكانت الشركة تقدم لهم الخدمة بامتياز وسرعة، فسألت عن السر؟ فقال مسؤول الشركة: يمثل العابثون 5% من عملاء الشركة، ووضع إجراءات احترازية لمنع عبثهم سيعطل الخدمات المميزة والسريعة عن 95% من العملاء.  تذكرت هذا المثال والأخبار تتضارب حول إلغاء خدمة "بلاكبيري" بسبب سوء استخدامها من قبل البعض، وتخيلت أن يتم منع "الإنترنت" لأن البعض يدخل المواقع المحظورة، وحظر استيراد "السيارات" لأن البعض يحولها إلى أداة قتل بالسرعة والتهور، وإلغاء "برنامج الملك عبد الله للابتعاث" لأن بعض المبتعثين انحرفوا عن الطريق، وبصريح العبارة علينا أن نعيد النظر في "زاوية الرؤية" الضيقة التي تعطل عجلة التنمية والتقدم، ونصنع القرار بناء على تقييم شامل، مذكراً ببداية المقال وأساطير الكرة مؤكداً أنني التقيت نجوماً آخرين مثل: إيزيبيو، زيدان، بيكام، فيجو، تشالتون، باتيستوتا، ماتيوس، خوليت، ميلا، لينكر، وغيرهم فتعلمت من إيجابياتهم.. وعلى منصات الرؤية الشاملة نلتقي.